إيطاليا تردّ على سرقة اللوفر بخطة أمنية تعتمد الذكاء الاصطناعي

بينما باريس تعيش صدمةً بعد السرقة الجريئة التي طالت متحف اللوفر، اختارت روما أن تردّ بطريقتها الخاصة عبر الذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت وزارة الثقافة الإيطالية مشروعاً طموحاً لتطوير أنظمة أمنيّة متقدّمة، قادرة على رصد أيّ سلوك مريب في محيط القطع الأثرية الثمينة، مستفيدة من أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في تحليل البيانات والصور.
شدّدت الوزارة، التي تجنّبت في بيانها الإشارة المباشرة إلى ما جرى في اللوفر، على أنّ "أمن التراث الثقافي أصبح أولوية قصوى". ولهذه الغاية، تعمل مديرية المتاحف لديها على تنفيذ مشروعين تجريبيَّين يركّزان على حماية التراث الأثري تحديداً، بتمويل من صناديق أوروبية يفوق 70 مليون يورو، في محاولة لتشييد أدرع رقمية تحمي ذاكرة الإنسانية.
البرنامج الذي وُضع أساسه عام 2024، يسعى إلى تحويل المراقبة إلى عملية ذكية قائمة على تحليل مقاطع الفيديو واكتشاف السلوكيات غير العادية في الوقت الفعلي، مع احترام تام للخصوصية. ووفق بيان الوزارة، فإنّ الأنظمة الجديدة، المدعومة بخوارزميات مدرّبة خصيصاً، قادرة على "التعرّف بدقّة متزايدة إلى الأنماط السلوكية وإشارات الخطر"، بما يسمح بإصدار تنبيهات تنبؤية قبل وقوع أيّ تهديد محتمل.
وبينما لا تزال التحقيقات جارية في سرقة مجوهرات "لا تُقدّر بثمن" من اللوفر على يد أربعة لصوص مقنّعين فرّوا في دقائق معدودة، يبدو أنّ التكنولوجيا أصبحت، أكثر من أيّ وقت مضى، الحارس الجديد للذاكرة الثقافية في عالم تتربّص به السرقة من نوافذه المفتوحة.