
هذا الأسبوع، استضفنا في "بيت الشاعر" الكاتب والممثل طارق سويد، وكان اللقاء مختلفاً بعمقه وصدقه، إذ تحدّث عن طفولته التي بدأت بصدمة وفاة والده في سنٍّ مبكرة، حين كان في الثامنة من عمره، وشاهد والده ميتاً أمامه، فغلب الخوفُ شعورَ الحزن. ومنذ تلك اللحظة، صار الخوف من خسارة من يحب يرافقه، خصوصاً شقيقه الصغير. كما تحدّث عن أمنيته حينها لو أنّ والدته أكملت حياتها ولم تكرّسها بالكامل لأبنائها.
تلك الجروح وجروح الحرب، ولّدت في طارق عطشاً للنجاح وللشهرة، ورغبةً في أن يقول للعالم: "أنا هنا، أنا نجحت، وتغلّبت على الحياة القاسية". لكنّ المفارقة أنّه عندما بلغ قمّة النجاح، بدأت صحته النفسية تتدهور. ومع ذلك، يتحدث عن تجربته بشجاعة، من دون خوف من أحكام الناس، لأنه يرى أنّ الصراحة في هذه المواضيع قد تنقذ آخرين، وتُريهم أنّ ما يمرّون به طبيعي، وأنّ بعد كل سقوط نفسي، هناك صعود جديد.
تطرّقنا أيضاً إلى أعماله، ومسرحيته التي منح من خلالها الفرصة لمتخرّجين جدد وهواة مسرح للمشاركة في تمثيل نصوص متنوعة. كما ناقشنا بعض المشاهد من عمله الأخير الذي يتناول قضايا الشهرة ووسائل التواصل الاجتماعي وخطورة الصورة المزيّفة التي يصنعها هذا العالم.
وفي فقرة "استبيان بيت الشاعر"، وصف طارق الصمت بأنه أجمل لغة، وتحدث عن الشك، وعن علاقته بالله، وعن نظرته إلى الحب والعلاقات والمسرح والمسلسلات، وعن طريقته في كتابة النصوص وتشكيل الشخصيات التي يغوص في أعماقها، فنتعمق في وضعها وندخل في تفاصيلها.