جائزة نوبل... قصة فكرة غيّرت وجه العالم

تُعَدُّ جائزة نوبل من أرفع الجوائز العالمية التي تُمنَح تقديراً للإنجازات البارزة في مجالات السلام، الأدب، الطب، الكيمياء، الفيزياء، والاقتصاد. لكن خلف هذه الجائزة الشهيرة قصة إنسانية عميقة، بدأت من تجربة شخصية هزّت ضمير رجل واحد: ألفريد نوبل.
#OTD 152 years ago, Alfred Nobel obtained a U.S. patent on dynamite. The Swedish inventor and entrepreneur Alfred Nobel had acquired 355 patents worldwide when he died in 1896.
— The Nobel Prize (@NobelPrize) May 26, 2020
In his last will, he left much of his wealth to the establishment of the Nobel Prize. pic.twitter.com/2mt4Xh5Z5a
ألفريد نوبل هو عالم ومخترع سويدي وُلد عام 1833. كان شغوفاً بالعلم والابتكار، واخترع مادة الديناميت التي ساهمت في تطوير البناء والتنقيب، لكنها استُخدمت أيضاً في الحروب والتدمير. وذات يوم، قرأ نوبل في صحيفةٍ فرنسية نعياً كُتب عنه بالخطأ، ووُصف فيه بأنه "تاجر الموت". كانت تلك اللحظة صادمة، إذ رأى كيف يمكن أن يذكره التاريخ: لا كمخترع، بل كرمزٍ للدمار.

في تلك اللحظة أدرك نوبل أنّ الإرث الحقيقي لا يُصنع بما نملك، بل بما نمنح. فكتب وصيته الأخيرة عام 1895، أوصى فيها بأن تُخصَّص ثروته لإنشاء جوائز تُمنح لمن يخدم الإنسانية، ويُسهم في نشر السلام والمعرفة والتقدّم العلمي.
وبعد عام من وفاته عام 1896، تحوّل حلمه إلى واقع، لتصبح جائزة نوبل اليوم مرجعاً عالمياً لكل من يسعى إلى التميز والعطاء.
#OnThisDay in 1895 the Swedish dynamite millionaire Alfred Nobel signed his last will and testament. In his will Nobel specified that the bulk of his fortune should be used for prizes to "those who shall have conferred the greatest benefit to humankind”. pic.twitter.com/Ar6zUhOESS
— The Nobel Prize (@NobelPrize) November 27, 2024
تهدف جائزة نوبل إلى تشجيع الإبداع واستخدام العلم لخدمة الإنسان، وتؤكد أنّ المعرفة بلا ضمير قد تكون سلاحاً، بينما بالمسؤولية والمحبة تصبح نوراً للحياة. ومن قصة نوبل نتعلّم أن الندم قد يكون بدايةً جديدة، وأن القيمة الحقيقية للإنسان في عطائه لا في ثروته، وأن العلم يحتاج إلى الأخلاق كما يحتاج القلب إلى النبض، وأن الإرث الأسمى هو الأثر الطيب الذي نتركه في حياة الآخرين.

وهكذا، تحوّلت قصة رجلٍ اخترع الديناميت إلى رمزٍ عالميٍّ للسلام والعطاء. تُذكّرنا جائزة نوبل بأن الإنسان قادر على تحويل أخطائه إلى إنجازات، وأن كل فكرة مخلصة، مهما بدت صغيرة، قد تغيّر وجه العالم.