الكاسيت يستعيد مجده في قلب معرض الرياض للكتاب

في زاوية صغيرة من إحدى دور النشر، يلفت رفٌّ بسيط أنظار زوّار معرض الرياض الدولي للكتاب 2025. تصطفّ عليه أشرطة الكاسيت القديمة بألوانها التي ترك الزمن بصمته عليها وعلبها البلاستيكية الشفافة، لتوقظ في النفوس زمناً كانت فيه الأصوات تُخزَّن على الشريط، حاملةً معها الموسيقى والكلمة والذاكرة.
يقف الزائر أمام هذا الركن وكأنه أمام مشهد خارج زمنه، في قلب معرض تغمره الحداثة الرقمية. تتجاور الكتب مع أشرطة الكاسيت في صورة تحكي انتقال المعرفة من الصوت إلى الشاشة، ومن المسموع إلى المرئي.
يوضح القيّم على الجناح أنّ هذه المبادرة تهدف إلى تذكير الأجيال الجديدة بأن الصوت كان في زمنٍ ليس ببعيد وسيلةً ثقافية أساسية، نقلت الشعر والمسرح والندوات والخطب قبل ظهور المنصات الحديثة. فالقيمة لا تكمن في رمزية الأشرطة وفي ما تحمله من تنوّعٍ ثقافي ومحتوى حيّ.
يتجمّع الزوار أمام الرف كما لو كان صندوق ذكريات مفتوح؛ بعضهم يلتقط الصور، وآخرون يفتشون بين الأشرطة عن أسماء وأصوات غابت عنهم طويلاً.
بهذه اللمسة، يربط معرض الرياض الدولي للكتاب الماضي بالحاضر، مذكّراً بأنّ الثقافة لا تنحصر في وسيلة واحدة، بل تعيش في كل حاملٍ للكلمة والصوت والفكرة عبر الزمن.