سكورسيزي يشيد بأداء دي كابريو في "معركة تلو أخرى"

يُعدّ مارتن سكورسيزي أحد أبرز من صاغوا الإرث السينمائي لليوناردو دي كابريو، وقد أشاد أخيراً بأحدث أداء للنجم في فيلم بول توماس أندرسون "معركة تلو أخرى"، مسلطاً الضوء على البُعد السياسي المُلحّ في الفيلم، وعلى دقته الحرفية، وعلى الأداء "المشحون بالطاقة" الذي قدّمه دي كابريو، واصفاً النتيجة بأنها إنجاز قوي، والفيلم بأنّه "آسر وصُنع على نحو استثنائي".
تكتسب إشادة سكورسيزي وزناً مضاعفاً بالنظر إلى تعاونه الممتد لعقود مع دي كابريو؛ وبالنسبة له، فإن الفيلم يستحق المشاهدة، ويشكّل دفعة حيوية للسينما ويعزز الرابط الإبداعي بين دي كابريو وأندرسون، وفق ما قاله في . وقد وصف إخراج أندرسون بأنه جريء ودقيق، مشيداً بالتصوير السينمائي الآسر والسرد السلس.
كما تحدّث سكورسيزي عن محاور الفيلم، واصفاً إياها بأنها "في غاية الدقة والملاءمة للوقت الراهن"، ومشيداً بتركيز العمل الملحّ على الاستقطاب السياسي والأيديولوجي.
اندفع فيلم "معركة تلو أخرى" بقوة إلى صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية في أول عطلة نهاية أسبوع بعد انطلاق عروضه، محققاً نحو 22.4 مليون دولار، في ما يُعدّ أضخم افتتاح محلي في مسيرة المخرج أندرسون. والعمل هو أحدث تعاون بينه وبين دي كابريو، وقد بلغ إجمالي إيراداته حتى الأحد نحو 48.5 مليون دولار، على الصعيد العالمي، ما يضع العمل المصنّف تشويقاً سياسياً، والممتدّ على 170 دقيقة، في موقع مزدوج: نجاح تجاري ورسالة مبكرة لموسم الجوائز.
مع ذلك، تبقى طريق "معركة تلو أخرى" صعبة، إذ تشير التقارير إلى أنّ ميزانية الإنتاج تجاوزت 130 مليون دولار - من دون احتساب التسويق - ما يجعل افتتاحية الـ22.4 مليون دولار قوية مقارنة بتاريخ أندرسون، لكنها متواضعة بمقاييس اقتصاديات الإنتاجات الضخمة في الاستوديوات، وفق تقرير لـ"أسوشيتد برس".
غير أنّ المحلل في شركة "فرنشايز إنترتينمنت ريسيرتش" ديفيد أ. غروس رأى في انطلاقة الفيلم "بداية ممتازة"، تُضاهي ما كان يمكن أن يحققه جزء من سلسلة أفلام أكشن، معتبراً أنّه "أمرٌ مذهل". ولاحظ أنّ "ردود الفعل النقدية رائعة، وحجم إقبال الجمهور استثنائي".
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ "وورنر براذرز" تبنّت في 2025 سياسة دعم الأفلام الأصلية التي يقودها المخرجون، وجنت ثمارها: "معركة تلو أخرى" هو الفيلم التاسع للشركة هذا العام الذي يفتتح في المركز الأول، مساهماً في إيرادات عالمية قياسية تجاوزت 4 مليارات دولار حتى الآن.
عالمياً، جمع الفيلم في بدايته نحو 26.1 مليون دولار، ما يشير إلى شهية أوسع لأكبر إنتاج يقدمه أندرسون حتى الآن. لكن مسألة الربحية ستتوقف على "النَفَس الطويل"، أي على ثبات الأداء في أيام الأسبوع، والتراجع المحدود في الإيرادات، والزخم المرتبط بالجوائز.
اقرأ أيضاً: "معركة تلو أخرى": لا صوت يعلو فوق صوت PTA