السعودية تروي تاريخ العُلا بمعرضٍ صيني: رحلة عبر 6 آلاف عام من التراث والذاكرة

ثقافة 02-10-2025 | 11:17

السعودية تروي تاريخ العُلا بمعرضٍ صيني: رحلة عبر 6 آلاف عام من التراث والذاكرة

آثار الجزيرة العربية تلتقي كنوز الشرق الأقصى.
السعودية تروي تاريخ العُلا بمعرضٍ صيني: رحلة عبر 6 آلاف عام من التراث والذاكرة
تمثال ضخم منحوت من الحجر الرملي في المعرض. (واس)
Smaller Bigger

يفتح "متحف موقع عاصمة أسرة شانغ" في مقاطعة خنان الصينية أبوابه أمام لقاء ثقافي استثنائي، يتمثّل بالمعرض الدولي "لمحات من ممالك شمال الجزيرة العربية القديمة". ويقام الحدث حتى الخامس من كانون الثاني/يناير بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، ضمن فعاليات العام الثقافي السعودي - الصيني 2025، ليؤكد عمق الحوار الثقافي المتنامي بين البلدين.

يهدف المعرض إلى وصل التراث بين العُلا وخنان، وهما منطقتان تحملان مكانة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتعود جذورهما الحضارية إلى نحو 6 آلاف عام قبل الميلاد، وما زالتا حتى اليوم مركزين بارزين للاكتشافات الأثرية.

رحلات عبر دادان ولحيان والأنباط
يعيد المعرض، في جوهره، رسم تاريخ ثلاث ممالك ازدهرت في شمال غرب الجزيرة العربية: دادان، لحيان، والأنباط. فمملكة دادان التي نشأت قبل نحو 4 آلاف و500 عام في وادي العُلا الخصيب، بلغت أوجها في الألفية الأولى قبل الميلاد كقوة تجارية وسياسية كبرى. ولا تزال النقوش والمقابر والمنحوتات الصخرية شاهدة على دورها المحوري على طريق البخور.

 

جولة في المعرض الدولي. (واس)
جولة في المعرض الدولي. (واس)

 

أما الأنباط الذين عُرفوا ببراعتهم في التجارة العابرة للقارات، فقد أسسوا مملكة مزدهرة اتخذت من البتراء عاصمة لها، وامتدت سيطرتهم عميقاً في شبه الجزيرة العربية. وشكّلت الحِجر (مدائن صالح) شمال العُلا مركزهم الجنوبي الأبرز، لتُدرج لاحقاً في عام 2008 كأول موقع سعودي على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

30 قطعة أثرية
يجمع المعرض 30 قطعة أثرية من مقتنيات الهيئة الملكية للعُلا، نصفها يُعرض أمام الجمهور للمرة الأولى. ومن أبرزها تمثال ضخم منحوت من الحجر الرملي يجسد أحد حكام لحيان في دادان، ويعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد. كما يكتشف الزوار بقايا بشرية تركها الحجاج في أم درج وجبل دادان، إلى جانب قطعة حرير نادرة يتجاوز عمرها ألفي عام عُثر عليها في مقبرة نبطية.

ولإثراء الحكاية، يضم المعرض 10 قطع أثرية صينية تشمل نماذج لجِمال ومحارق بخور وأوعية تجميل وأغراض منقوشة، لتُبرز القيم الفنية المشتركة والتقاليد المادية بين الحضارتين.

نماذج لجِمال في المعرض. (واس)
نماذج لجِمال في المعرض. (واس)

 

جسور ثقافية وحوار عبر الزمن
لا يقتصر المعرض على عرض القطع، بل يعكس أيضاً الروابط التاريخية العريقة بين الصين والجزيرة العربية، التي تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. فقد شهدت المنطقتان نشأة أنظمة الكتابة، وازدهار شبكات التجارة، وبروز اقتصادات مبكرة متطورة. وكان للأنباط من جهة، ولسلالتي تشين وهان من جهة أخرى، دور محوري في نشوء الاتصال الأوراسي، ممهدين الطريق لظهور طريق الحرير الأسطوري.

لم تكن هذه أول مرة يتعرف فيها الصينيون إلى تراث العُلا. ففي عام 2024، استضاف متحف القصر في بيجينغ معرض "العُلا، أعجوبة الجزيرة العربية"، الذي استقطب أكثر من 200 ألف زائر ومُدِّد أسبوعاً إضافياً بفعل الإقبال الكبير. ومنذ ذلك الحين، أصبحت زيارة العُلا أكثر سهولة للزوار الصينيين، مع توفير أدلة ناطقين بالماندرين، ولافتات إرشادية، وجولات متعددة الوسائط، فضلاً عن إصدار كتاب "العُلا: تاريخ غني" مترجماً بالكامل إلى اللغة الصينية.

وبينما تحتضن خنان كنوز الجزيرة العربية القديمة، يقدّم المعرض احتفاءً بالإرث المشترك وتذكيراً بأن الحضارات، رغم ما يفصلها من صحارى وجبال، وجدت دائماً أرضية واحدة تلتقي فيها عبر التجارة والفن والإبداع الإنساني.

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت
لبنان 10/7/2025 1:51:00 PM
في اتصال لـ"النهار" مع وكيل هذه العائلات المحامي محمد حبلص أكد أن ملف هذه العائلات يحظى بمتابعة من الوزير الحجار واللواء شقير "على عكس التجارب السابقة مع مسؤولين آخرين"