ليوناردو دي كابريو يعود بـ"معركة تلو أخرى" ويقتحم شباك التذاكر

اندفع فيلم "معركة تلو أخرى" (One Battle After Another) بقوة إلى صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية في أول عطلة نهاية أسبوع بعد انطلاق عروضه، محققاً نحو 22.4 مليون دولار، في ما يُعدّ أضخم افتتاح محلي في مسيرة المخرج بول توماس أندرسون.

الفيلم هو أحدث تعاون بين ليوناردو دي كابريو وأندرسون، وقد بلغ إجمالي إيراداته حتى الأحد نحو 48.5 مليون دولار، على الصعيد العالمي، ما يضع العمل المصنّف تشويقاً سياسياً، والممتدّ على 170 دقيقة، في موقع مزدوج: نجاح تجاري ورسالة مبكرة لموسم الجوائز.

"ملحمة كرنفالية"
إصدار "وورنر براذرز" جاء محمّلاً بأوراق اعتماد قوية: طاقم نجوم بارز (دي كابريو، ريجينا هول، تيانا تايلور، بينيسيو ديل تورو، شون بن - وحفاوة نقدية وإعلامية بدأت منذ العروض الأولى في المهرجانات؛ وقد وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "ملحمة كرنفالية تتناول الخير والشر، والعنف والسلطة، والحقوق غير القابلة للتصرف، والمعركة ضدّ الظلم".

اجدد افلام ليوناردو دي كابريو. (وورنر براذرز)

الجمهور عزّز هذا الزخم النقدي بمنح الفيلم تقييم "A" نادر من "سينما سكور"، ما يدفع نحو لخطة عرض تدريجية قد تمتدّ حتى الخريف إذا استمر التفاعل الإيجابي، إذ يتناول الفيلم مواضيع مطروحة بقوة في الوقت الراهن في الولايات المتحدة.

من جانبه، رأى المحلل في شركة "فرنشايز إنترتينمنت ريسيرتش" ديفيد أ. غروس أنّها "بداية ممتازة" للفيلم، تُضاهي ما كان يمكن أن يحققه جزء من سلسلة أفلام أكشن، معتبراً أنّه "أمرٌ مذهل". ولاحظ أنّ "ردود الفعل النقدية رائعة، وحجم إقبال الجمهور استثنائي".

تحديات مالية وإنتاج ضخم
مع ذلك، تبقى طريق "معركة تلو أخرى" صعبة، إذ تشير التقارير إلى أنّ ميزانية الإنتاج تجاوزت 130 مليون دولار - من دون احتساب التسويق - ما يجعل افتتاحية الـ22.4 مليون دولار قوية مقارنة بتاريخ أندرسون، لكنها متواضعة بمقاييس اقتصاديات الإنتاجات الضخمة في الاستوديوات، وفق تقرير لـ"أسوشيتد برس".

ليوناردو دي كابريو في “معركة تلو أخرى“. (وورنر براذرز)

في الإطار، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ "وورنر براذرز" تبنّت في 2025 سياسة دعم الأفلام الأصلية التي يقودها المخرجون، وجنت ثمارها: "معركة تلو أخرى" هو الفيلم التاسع للشركة هذا العام الذي يفتتح في المركز الأول، مساهماً في إيرادات عالمية قياسية تجاوزت 4 مليارات دولار حتى الآن.

منافسة في شباك التذاكر
مشهد شباك التذاكر في عطلة نهاية الأسبوع عكس تنوّع السوق الحالي. فيلم العائلة "Gabby’s Dollhouse: The Movie" حقق 13.7 مليون دولار محلياً (19.2 مليون دولار عالمياً)، بينما أضاف "Demon Slayer: Kimetsu no Yaiba – Infinity Castle" نحو 7.1 ملايين دولار في ثالث أسابيعه داخل أميركا، رافعاً إيراداته العالمية إلى ما فوق 600 مليون دولار. في المقابل، تعثّر فيلم الرعب "The Strangers: Chapter 2"، واستمر فيلم الإثارة الرياضي "Him" في أدائه الضعيف. وسط هذا الزحام، برز فيلم أندرسون المصنف "للكبار فقط" بفضل عروض مميزة في صالات خاصة وفضول عشاق السينما، ما يُعدّ مؤشراً مشجعاً لأفلام الجودة في موسم مزدحم.

يذكر أنّ الأعمال الدرامية المصنفة "للكبار فقط"، والتي تحمل بصمة مخرج صاحب رؤية واجهت صعوبات بعد الجائحة، إلا أنّ "معركة تلو أخرى" تفوّق على التوقعات المسبقة وقدّم افتتاحية نوعية في مسيرة أندرسون، الذي لا يزال فيلمه الأكثر ربحية عالمياً هو "ستُهرق الدماء" (76.4 مليون دولار).

جاذبية عالمية وتحدٍّ مستقبلي
جزء من جاذبية الفيلم كان في أسلوب تقديمه كـ"حدث سينمائي". "وورنر براذرز" أضافت إلى العروض العادية نسخاً خاصة مثل "70 ملم" و"VistaVision" تحت شعار "شاهدوه كما ينبغي" والذي ساعد أعمال مخرجين آخرين في الفترة الأخيرة. ومع قوة نجومه وقصته السياسية التي تتناول ثواراً متقدمين في العمر يواجهون ماضياً لم يُحسم بعد - ومنهم دي كابريو الثوري السابق كبير السن الذي يسعى لإنقاذ ابنته المراهقة - استطاع الفيلم اجتذاب جمهور أوسع من قاعدة عشاق أندرسون التقليدية.

ملصق فيلم ليوناردو دي كابريو الجديد. (وورنر براذرز)

عالمياً، جمع الفيلم في بدايته نحو 26.1 مليون دولار، ما يشير إلى شهية أوسع لأكبر إنتاج يقدمه أندرسون حتى الآن. لكن مسألة الربحية ستتوقف على "النَفَس الطويل"، أي على ثبات الأداء في أيام الأسبوع، والتراجع المحدود في الإيرادات، والزخم المرتبط بالجوائز.

الفيلم انطلق بقوّة بالفعل، حُسم الأمر، ولكن هل هو قادر على الصمود مع دخول منافسين مثل "آلة السحق" (The Smashing Machine) قريباً؟