إصدار- "حرب المعلومات": كيف أصبحت الدعاية والبيانات سلاح القرن الحالي؟

صدر حديثاَ عن "دار نوفل / هاشيت أنطوان" كتاب جديد بعنوان "حرب المعلومات" للباحث الفرنسي دافيد كولون، بترجمة أدونيس سالم. يمتدّ الكتاب على نحو 380 صفحة، يغوص خلالها الكاتب في أسرار الحرب الأخطر في عصرنا: حرب المعلومات وآلياتها، وخاصة في عصر الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي.
يؤكد كولون أنّ حرب المعلومات تختلف جذرياً عن أي حرب أخرى: لا بداية واضحة لها ولا نهاية، وتذوب فيها الفوارق بين الحرب والسلم، وبين الرسمي وغير الرسمي، في ظلّ اعتماد متزايد على المتعاقدين والمرتزقة. الأخطر أنّ جبهتها مفتوحة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تُدار معارك الذكاء الاصطناعي والدعاية الخفية بلا هوادة.
ما الذي يكشفه الكتاب؟
في هذا الكتاب الغنيّ بالمعلومات المهمّة والمكثّفة، يكشف دافيد كولون، المتخصّص في تاريخ الدعاية وأساليب التلاعب الجماهيري، آليّات الحرب التي تكاد تتفوّق بأهمّيتها في هذا القرن على الحرب التقليدية العسكرية، والتي لا يدرك الجميع دورها الجوهري في إدارة العالم الذي نعيش فيه اليوم: حرب المعلومات.
يكشف الكاتب تفاصيل تلك الحرب التي ظلّت طويلًا في الخفاء، مستعرضًا استراتيجيات مموّليها، وواصفًا تكتيكات ومسارات منفّذيها، سواء أكانوا جواسيس أم دبلوماسييّن أم صحافيّين أم قراصنة إلكترونيّين. فمنذ نهاية الحرب الباردة وبروز الإنترنت ووسائل الإعلام العالميّة، غيّرت عسكرة المعلومات من قبل الدول النظامَ الجيوسياسي، وتوسّعت ميادين المعركة لتجعل من كلّ مواطن جنديًا محتملًا. أكثر من أيّ وقت مضى، باتت قوّة الدول – سواء الصلبة أو الناعمة أو الحادّة – تعتمد على قدرتها في تسخير وسائل الاتصال والإعلام لخدمة نفوذها، من خلال اللجوء إلى الحرب السيبرانية، ونشر المعلومات المضلّلة، واستغلال نظريات المؤامرة.
وفي عصر الذكاء الاصطناعي والحرب الإدراكية، أضحت وسائل التواصل الاجتماعي مسرحًا لـ"حرب الإنترنت" الضارية التي لا تعرف رحمةً ولا نهايةً، حيث تُستهدف عقولنا مباشرةً.
عن المؤلف
دافيد كولون أستاذ في معهد العلوم السياسية بباريس (Sciences Po)، يدرّس تاريخ الدعاية وتقنيات الإقناع، ويبحث في مركز تاريخ العلوم السياسية (CHSP). حاز سابقاً جائزة أكروبوليس (2019) وجائزة جاك إلول (2020) عن كتابه حول البروباغندا وأساليب التلاعب الجماهيري.
بهذا العمل الجديد، يضع كولون القارئ أمام حقيقة صارخة: لم تعد الحرب مسألة حدود وجيوش، بل معركة مفتوحة على وعينا وإدراكنا.