لوحة مخفيّة تثير الجدل حول أعمال فيرمير المبكرة

قبل ثلاث سنوات، كشفت أبحاث أُجريت في المعرض الوطني للفنون في واشنطن أنّ لوحة "الفتاة ذات القبعة الحمراء" (نحو 1664–1669) قد رُسمت فوق عمل أقدم هو بورتريه رجل.
في البداية، اعتقد الخبراء أنّ هذه الطبقة التحتية ليست من تنفيذ فيرمير، إذ بدت ضربات الفرشاة فيها فضفاضة مقارنة بأسلوبه الدقيق المعروف. لكن دراسات تصويرية حديثة أظهرت أنّ فيرمير كان يرسم بحرّية أكبر في الطبقات الأولى من أعماله. لذلك يرى المتخصصون في المعرض الوطني الآن أنّ صورة الرجل قد تكون بالفعل من عمله.
هذا الاحتمال لم يُؤكَّد بعد، لكن إن صحّ، فسيكون البورتريه الوحيد المعروف لفيرمير الذي يمثّل رجلاً، إذ إنّ "عالم الفلك" (1668) و"الجغرافي" (1668) لا يُعتبران بورتريهات. أمّا هذه الشخصية، بقبعتها العريضة وربطة عنقها المزوّدة بشرّابة، فيُرجَّح أنّها تعود إلى الفترة ما بين 1650 و1655، أي قبل أقدم لوحة معروفة لفيرمير: "المسيح في بيت مريم ومرثا" (1654-1655).
وإذا كان البورتريه من عمله فعلاً، فقد تكون هناك أعمال مبكّرة أخرى لفيرمير ما زالت موجودة، لكنها غير منسوبة إليه، بسبب بساطة أسلوبها وعدم تميّزها، ما جعلها تمرّ من دون أن تُعتبر من أعماله.
اقرأ أيضاً: فيرمير فاضح العاشقات
وهناك احتمال آخر أيضاً: أن يكون البورتريه المخبّأ عملاً لكاريل فابريتيوس، زميل فيرمير وصاحب لوحة "الحَسّون" (1654). فقد أظهر جردٌ مؤرَّخ بعام 1676، بعد وفاة فيرمير، أنّه كان يملك عملين لفابريتيوس يصوّران رأسَي رجلين، وربما أعاد استخدام بعض ألواحه. وبما أنّ عدد اللوحات المعروفة لفابريتيوس لا يتجاوز اثنتي عشرة، فإنّ اكتشاف عمل آخر له سيكون إضافة مهمة إلى إرثه الفني المحدود.