الندوة الدولية تختتم فعالياتها في باريس احتفاءً بسلطان العويس

اختُتمت مساء الجمعة 12 أيلول/سبتمبر في مقر اليونسكو في باريس أعمال الندوة الدولية الكبرى "سلطان العويس... رحلة الشعر... رحلة العطاء"، التي نظّمتها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، احتفاءً بمئوية ميلاد الشاعر الإماراتي (1925 - 2025). وجاءت الندوة برعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

فعاليات متنوعة
على مدى يومين، توزّعت الفعاليات بين معرض تشكيلي وآخر فوتوغرافي بعنوان "كلمات تهوى الجمال"، إلى جانب معرض كتب مصغّر لإصدارات المؤسسة وترجمات لأشعار العويس إلى الفرنسية والإنكليزية، فضلاً عن عرض فيلم وثائقي قصير عن مسيرته. كما ضمّت الندوة جلسات فكرية ونقدية وأمسية شعرية جمعت بين أصوات عربية وعالمية، وقدّمت مقاربات متنوّعة لشخصيته وإبداعه.

المشاركون بالندوة الشعرية لليوم الثاني.

شهدت الندوة حضور وزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا فهد سعيد الرقباني، إلى جانب شخصيات بارزة من اليونسكو والمؤسسة الثقافية وعدد من المفكرين والأدباء والإعلاميين.

أبحاث وجلسات نقدية
شارك في اليوم الأول باحثون وأكاديميون من بولندا، البحرين، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا، تناولت أوراقهم محاور متعدّدة: من حضور الحب في شعر العويس إلى قراءاته النقدية وصورة الشعر العربي في الغرب، وصولاً إلى تأسيس جائزة العويس ودورها. أما اليوم الثاني، فشهد مداخلات حول دور الجائزة في تفعيل الحياة الثقافية العربية، وصورة المثقف في فكر العويس، إضافة إلى قراءات في إرثه الشعري وقيم قصيدته في زمن العولمة.

المشاركون بالندوة الشعرية الختامية.

أمّا الجلسة الأخيرة فخُصّصت للشعر، حيث قدّم الشاعر كريم معتوق من الإمارات، والشاعر شوقي بزيع من لبنان، والشاعرة سوسن دهنيم من البحرين، مختارات من أشعار العويس. الأمسية التي أدارها الشاعر حسين درويش من سوريا لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، لما حملته من تنوّع في المدارس الشعرية وثراء في التجربة.

العويس في ذاكرة الثقافة
ترافقت الندوات مع ترجمة فورية أتاحت لجمهور متعدّد الثقافات متابعة النقاشات، وهو ما يعكس طبيعة اليونسكو الجامعة لشعوب وأمم شتى. وقد اعتمدت المنظمة الدولية عام 2025 عاماً للاحتفال بمئوية سلطان بن علي العويس، تقديراً لقامته الشعرية التي شكّلت جسراً بين الأجيال، وصوتاً صادقاً عبّر عن الذات والوجدان.

رغم قلة إنتاجه الشعري، ترك العويس بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، وكان طليعة شعراء الغزل في الخليج، وواحداً من أبرز رموز "شعراء الحيرة". صدرت مجموعته الأولى عام 1978، وتلتها "مرايا الخليج" و"المجموعة الكاملة" عام 1993. وقد صنّفته الدراسات الأكاديمية ضمن الجيل الثاني لشعراء الحيرة، إلى جانب الشيخ صقر القاسمي وخلفان بن مصبح.

بهذا، تحوّلت احتفالية باريس إلى مساحة حوار وتقدير لشاعرٍ جعل من الشعر جسراً بين الثقافات، ومن العطاء إرثاً يتجاوز حدود المكان والزمان.