
الغلاف.
عندما يتحوّل اللون قصّة حجر، يبتسم التاريخ، وتقيم آلهة المعابد حفلة مجون. وعلى الرغم من رمزيّة المكان، فقد احتاجت الّلوحة التي رسمها قزحيّا بطيْش إلى اكثر من مزيج زمن غابر مع مادة حيّة. فعندما مزج التاريخ مع الّلون، تجلّت قلعة فقرا تشكيلاً وجمالاً ودهشة، شامخة مقابل جبل صنّين، على منتصف الطريق بين بيريتوس وهليوبوليس.
قلعة فقرا هي واحدة من معالم التاريخ في بلدة بطيْش، هو الذي عُرف بلوحاته الثريّة بألوانها الهادئة التي تعبّر عن ترجمة متفجّرة المعاني.
أعمدة وقناطر وتيجان حجريّة، ومداميك جُمعت حجارتها، من دهور ودهور. وصخور "الدولوميت" المقبّبة الغريبة، رُسمت بريشة درست التاريخ بكتاب حاضر بلدة كفرذبيان.
ما الذي أراد بطيْش أن يقوله في عمله هذا؟ هل أراد أن يخبرنا أنّ درب القوافل لا تختبىء عن الشمس إلّا خلف الألوان؟ فكم هي عدد المحطات التاريخيّة التي تستفيق في المشهد!؟ هنا داخل الإطار استفاق شبح التاريخ، ليعيش لحظات في زمن من رسم الأطلال ولم يبكِ عليها. فلا حاجة لفلسفة الحوار بين الماضي والحاضر بجوار نبع اللبن، ففلسفة الريشة أوفت بذلك وأفاضت.
وضعنا قزحيّا بطيْش بين وزمنين، زمن ولّى وزمن آت، وأحضر حيوات تائهة في سديم أيّام غابرة، وبقيّة زمن في مستقبل الأيّام، وأغوانا في لجة تساؤلات وجدانيّة عن ماهية التاريخ الموصول بالحاضر. وفكّك شيفرة من طلاسم، لنجد ذواتنا في نهاية المطاف عالقين بين تيه الذات في حيرتها من الماضي المجيد، وبين يقين لا نعرف بحقّ إذ كان يعبّر عن المجد الذي نبحث عنه.
إنّها لذّة المكان الذي فتح ذراعيه لغنج الّلون ودغدغة الفرشاة، واختال دلالاً ومجداً داخل الإطار الذي ضمّ الماضي وحلم حضور شخصيّات من التاريخ. فالملك هيرودس أغريباس الثاني لا يستطيع القدوم إلى الحاضر، فلو حضر إلى المستقبل، يجد مع أخته برنيس في لوحة بطيْش الحرم المقدّس للآلهة "أترعتا" في معبد "زيوس". وإن اصحب معه الأمبراطور كلوديوس، تخايلا معاً معبد أدونيس المجسّد في الرسم، وسجدا أمام الّلوحة.
هنا في معبد رسمه بطيْش، يستريح التاريخ بعد اغتراب، ويغفوا حرّاس الهياكل مع صهيل الصمت. وتبقى قلعة فقرا ساهرة على عتبة الّليل من دون اكتراث لمصابيح الّليل وأصوات أبناء آوى.
كيف رسم الفنّان السكون السارح من دون ملل في الأرجاء؟ فهل ضاءت ذاكرته من جينات ورثها عن الأجداد، ونعِم بالكثير من الزهد الرقيق بعد عناء الحياة؟ فها هنا لا شيء في فضاء الّلوحة سوى توثيق أحلام وطن يبتعد أكثر وأكثر في عوالم الأمجاد، وعلى التلال المحيطة بالمكان، أميرة تنشد الوصال المستحيل مع أدونيس، فعشتروت جمعت كلّ زهور شقائق النعمان.
بين الأعمدة يضجّ الصمت بهمسات الريح، وخيالات عابرين مصلوبة على مداميك معبد بين بحر بيروت والبقاع، وكأنّ قزحيّا بطيش رسم ملامحهم الغابرة على جدار التاريخ، وأهتزّت قماشة الّلوحة وكأنّها ترحّب بهم، فلم تحضن إلّا خيالات لا تخدش اختيال الشمس بنورها فوق الحاضر المولود من رحم التاريخ.
قلعة فقرا هي واحدة من معالم التاريخ في بلدة بطيْش، هو الذي عُرف بلوحاته الثريّة بألوانها الهادئة التي تعبّر عن ترجمة متفجّرة المعاني.
أعمدة وقناطر وتيجان حجريّة، ومداميك جُمعت حجارتها، من دهور ودهور. وصخور "الدولوميت" المقبّبة الغريبة، رُسمت بريشة درست التاريخ بكتاب حاضر بلدة كفرذبيان.
ما الذي أراد بطيْش أن يقوله في عمله هذا؟ هل أراد أن يخبرنا أنّ درب القوافل لا تختبىء عن الشمس إلّا خلف الألوان؟ فكم هي عدد المحطات التاريخيّة التي تستفيق في المشهد!؟ هنا داخل الإطار استفاق شبح التاريخ، ليعيش لحظات في زمن من رسم الأطلال ولم يبكِ عليها. فلا حاجة لفلسفة الحوار بين الماضي والحاضر بجوار نبع اللبن، ففلسفة الريشة أوفت بذلك وأفاضت.
وضعنا قزحيّا بطيْش بين وزمنين، زمن ولّى وزمن آت، وأحضر حيوات تائهة في سديم أيّام غابرة، وبقيّة زمن في مستقبل الأيّام، وأغوانا في لجة تساؤلات وجدانيّة عن ماهية التاريخ الموصول بالحاضر. وفكّك شيفرة من طلاسم، لنجد ذواتنا في نهاية المطاف عالقين بين تيه الذات في حيرتها من الماضي المجيد، وبين يقين لا نعرف بحقّ إذ كان يعبّر عن المجد الذي نبحث عنه.
إنّها لذّة المكان الذي فتح ذراعيه لغنج الّلون ودغدغة الفرشاة، واختال دلالاً ومجداً داخل الإطار الذي ضمّ الماضي وحلم حضور شخصيّات من التاريخ. فالملك هيرودس أغريباس الثاني لا يستطيع القدوم إلى الحاضر، فلو حضر إلى المستقبل، يجد مع أخته برنيس في لوحة بطيْش الحرم المقدّس للآلهة "أترعتا" في معبد "زيوس". وإن اصحب معه الأمبراطور كلوديوس، تخايلا معاً معبد أدونيس المجسّد في الرسم، وسجدا أمام الّلوحة.
هنا في معبد رسمه بطيْش، يستريح التاريخ بعد اغتراب، ويغفوا حرّاس الهياكل مع صهيل الصمت. وتبقى قلعة فقرا ساهرة على عتبة الّليل من دون اكتراث لمصابيح الّليل وأصوات أبناء آوى.
كيف رسم الفنّان السكون السارح من دون ملل في الأرجاء؟ فهل ضاءت ذاكرته من جينات ورثها عن الأجداد، ونعِم بالكثير من الزهد الرقيق بعد عناء الحياة؟ فها هنا لا شيء في فضاء الّلوحة سوى توثيق أحلام وطن يبتعد أكثر وأكثر في عوالم الأمجاد، وعلى التلال المحيطة بالمكان، أميرة تنشد الوصال المستحيل مع أدونيس، فعشتروت جمعت كلّ زهور شقائق النعمان.
بين الأعمدة يضجّ الصمت بهمسات الريح، وخيالات عابرين مصلوبة على مداميك معبد بين بحر بيروت والبقاع، وكأنّ قزحيّا بطيش رسم ملامحهم الغابرة على جدار التاريخ، وأهتزّت قماشة الّلوحة وكأنّها ترحّب بهم، فلم تحضن إلّا خيالات لا تخدش اختيال الشمس بنورها فوق الحاضر المولود من رحم التاريخ.
الأكثر قراءة
كتاب النهار
10/15/2025 4:35:00 PM
إن كانت المشكلة قائمة فعلاً، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وكان يجدر بالوزيرين المعنيين معاً، أن يبادرا إلى درس التداعيات قبل اتخاذ قرار مماثل يمكن وصفه بـ"العشوائي"...
لبنان
10/16/2025 9:40:00 PM
أكثر من 13 غارة إسرائيلية استهدفت جنوبي لبنان مساء اليوم...
سياسة
10/15/2025 10:23:00 PM
طارق متري يستنكر تسريب جوازات السفر الخاصة بالوفد السوري الذي زار لبنان أخيراً، واصفاً هذا التصرف بأنه غير مقبول.
سياسة
10/16/2025 12:22:00 PM
وزير الداخلية من برجا: ملتزمون بسط سلطة الدولة وإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري