"ويبنز" يستعيد الصدارة: فيلم رعب منخفض التكلفة يحقّق 250 مليون دولار
بعد أن خسر الصدارة لفترة وجيزة أمام العرض الغنائي المفاجئ الذي نظمته "نتفليكس" لفيلم الرسوم المتحركة "KPop Demon Hunters"، عاد فيلم "ويبنز" (Weapons) إلى المركز الأوّل في أميركا الشمالية محققاً نحو 10.2 ملايين دولار بين الجمعة والأحد، و12.4 مليون دولار مع تمديد عطلة "عيد العمّال" حتى الإثنين، في وقت بدأت فيه حرارة الموسم الصيفي تتراجع. أما إعادة إطلاق فيلم "Jaws" (الفكّ المفترس) بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدوره، فقد احتلت المرتبة الثانية بحصيلة بلغت 8.1 ملايينن دولار في ثلاثة أيام.
"اقتصاديات الرعب"
لكن التصدّر لم يكن مجرد صدفة على لائحة الإيرادات، إذ راكم "ويبنز" حتى الآن نحو 134.6 مليون دولار محلياً، وما يقارب 250 مليون دولار عالمياً، مقابل ميزانية إنتاج قُدّرت بـ 38 مليون دولار فقط، ما يعكس معادلة "اقتصاديات الرعب" التي تحبها هوليوود: تكاليف متواضعة، واستمرارية في الإيرادات، وهوامش ربح مرتفعة.

المفارقة الثقافية كانت في "نتفليكس"؛ فالمنصة التي لطالما تجنّبت العروض السينمائية التقليدية، ابتكرت حدثاً محدوداً على مدى يومين فقط لفيلم "KPop Demon Hunters"، جمع أكثر من 1000 عرض بيعت كلها بالكامل في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا. وقدّرت استوديوات منافسة الإيرادات بما بين 18 و20 مليون دولار، لتصبح هذه المرة الأولى التي تتصدر فيها "نتفليكس" شباك التذاكر الأميركي.
وعلى الإنترنت، بات الفيلم نفسه الأكثر مشاهدة في تاريخ "نتفليكس" مع 236 مليون مشاهدة حتى الآن، متجاوزاً "Red Notice". الرسالة واضحة: عندما يقترن عالم الـK-pop مع رسوم متحركة عائلية، يمكن تحويل الحماس الرقمي إلى مقاعد ممتلئة في الصالات، ولو لفترة قصيرة.

الأبعاد الثقافية
يثبت "ويبنز" من جديد أن الرعب طقس جماعي لا غنى عنه: الجمهور يتدفق بحثاً عن الصدمات المشتركة، شرط أن تبقى الفكرة جديدة والكلفة محدودة. في المقابل، جسّد "KPop Demon Hunters" تطور استراتيجيات العرض: حدث صاخب، قصير الأمد، مُصمم للتفاعل عبر وسائل التواصل، يطمس الخط الفاصل بين العرض الأول والحفل الغنائي. أما "Jaws"، فبرهن أن الكلاسيكيات قادرة على العودة كـ"أحداث سينمائية" لا تفوّت.
النتيجة؟ مع ختام صيف 2025، لم تعد المسألة مسألة سلاسل ضخمة فقط، بل أيضاً أنماط توزيع مبتكرة، من نموذج الرعب المربح، إلى تجارب "نتفليكس" السينمائية المدفوعة بجمهور المعجبين، وصولاً إلى إحياء الكلاسيكيات بلمسة جديدة. الجمهور ما زال وفيّاً، لكن يبدو أنّه بات يختار خوض تجربة ثقافية عوضاً عن المشاهدة الكلاسيكية.
نبض