أحمد الشهاوي الحائز على جائزة الدولة التقديرية لـ"النهار": في الكتابة أتبع حالتي المزاجية

ثقافة 05-09-2025 | 08:06

أحمد الشهاوي الحائز على جائزة الدولة التقديرية لـ"النهار": في الكتابة أتبع حالتي المزاجية

"التقدير الذي نلتُه يدفعني إلى إضافة المزيد إلى ما سبق أن أنجزته"
أحمد الشهاوي الحائز على جائزة الدولة التقديرية لـ"النهار": في الكتابة أتبع حالتي المزاجية
الشاعر أحمد الشهاوي. (فايسبوك)
Smaller Bigger

على الرغم من أن كتابه الأحدث يحمل عنوان "وصايا الكتابة"، فإن الشاعر المصري أحمد الشهاوي يرى أن الكاتب لا يحتاج إلى وصايا، بقدر ما يحتاج إلى مساحات من النور ترشده إلى طريق الكتابة بدلاً من أن ينفق وقتاً طويلاً في ما لا يفيد. والشهاوي الحاصل أخيراً على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، من المجلس الأعلى المصري للثقافة، هو صاحب تجربة ثرية في الكتابة، ثم إنه يرى في مقابلة مع "النهار" أن كتابه هذا "ليس تعليمياً؛ ولكنه يحمل تجربتي مع الكتابة، أو قل سيرتي مع الحرف".

تولّى الشهاوي قبل نحو شهرين من الآن رئاسة تحرير الإصدار الخامس لمجلة "إبداع"، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، علماً بأنه يمارس العمل الصحافي منذ نحو أربعة عقود، ومن أبرز محطاته في هذا المجال مشاركته في تأسيس مجلة "نصف الدنيا"، التي أصدرت مؤسسة "الأهرام" عددها الأول في 18 شباط (فبراير) عام 1990، وتولى منصب نائب رئيس تحريرها. وهو حالياً كاتب متفرغ في جريدة "الأهرام". أما مشواره مع الكتابة الإبداعية، فبدأه بنشر ديوان "ركعتان للعشق" عام 1988، ونشر ديوانه الأحدث "أتحدث باسمك كَكَمان"، العام الماضي، وأصدر رواية "حجاب الساحر" عام 2023. وله في "أدب العشق" 6 كتب، منها: "أحوال العاشق"، و"الوصايا في عشق النساء"، و"أنا من أهوى". وله في الأدب الصوفي كتاب عنوانه "سلاطين الوجْد". وسبق أن تضمنت القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد ثلاثة من دواوينه: "لا أراني"، "ما أنا فيه"، و"سماء باسمي".  وأحمد الشهاوي هو عضو في الموسوعة العالمية للشعر منذ عام 1992، وحاز جائزة اليونسكو في الآداب عام 1995، وجائزة كفافيس في الشعر عام 1998، وأصدر له مهرجان الشعر العالمي – روتردام – كتابي مختارات شعرية باللغتين الإنكليزية والهولندية في حزيران/يونيو 2004.

*هل نتوقع أن نقرأ لك قريباً رواية جديدة؟
- أنا من الذين إذا غمرهم الفيضُ ظلّوا يكتبون حتى تضَع غيومُهم كلَّ ما تحمل من ماء إلى أن تتكون غيومٌ أخرى تُنزِل ماءها. ولهذا السبب عندي دوماً أعمال منجزة أو شبه منجزة في كل جنس أو نوع أكتب فيه، فلديَّ ما يشكل ثلاثة كتب شعرية، وروايتيْن، وكتابيْن في الحكمة، وكتاباً في أدب العشق، وكتاباً في سيرة الشعر والكتابة، وأكثر من كتاب حول الشعراء والكُتَّاب. وما عندي يحتاج إلى وقت كي أرتب كتاباً أو اثنين، وهو المعدل الذي أنشر فيه سنوياً. ومع ذلك ربما تمرّ سنوات من دون أن أنشر كتاباً. فبقدر ما أنا منظَّم وواضع خطط، فإنني أتبع حالتي الشخصية ومزاجي. في كانون الثاني/يناير المقبل سأصدر كتاباً شعرياً جديداً، وكتاباً في سيرة الشعر. وإن كنت قد خططت لإصدار رواية جديدة، لكن الأمر سيتطلّب كثيراً من الوقت، وأنا أحبّ أن آخذ وقتي في المراجعة والمساءلة والتحرير والحذف.

 

كتاب 'وصايا الكتابة كيف نكتب ولماذا؟'. (الدار المصري اللبنانية)
كتاب 'وصايا الكتابة كيف نكتب ولماذا؟'. (الدار المصري اللبنانية)

 

* تولّيت أخيراً رئاسة تحرير مجلة "إبداع" العريقة. حدّثنا عن تصوراتك لما ينبغي أن تكون عليه في إصدارها الخامس؟ وهل من ضمن تلك التصورات أن تنفتح أكثر على المحيط الإبداعي العربي؟
-لست غريباً على مجلة "إبداع"، التي صدرت في سنة تخرّجي في قسم الصحافة بكلية آداب سوهاج (جامعة أسيوط)، سنة 1983، ونشرت فيها في الإصدار الأول برئاسة تحرير د. عبد القادر القط، الذي زاملته ست سنوات في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. لكنني لم أنشر فيها حرفاً واحداً بعد ذلك. وقد صرت رئيساً لتحريرها في الإصدار الخامس، ولديَّ تصورات عن "إبداع" الجديدة، أبرزها أنها مفتوحة للجميع، بشرط الجِدة والجِدّية والجودة. ولأنني قادم من الصحافة (أربعة عقود في "الأهرام") فأنا ابنٌ لما هو خاص وجديد، كما أن المجلة ركَّزت في عددها الأول (صدر قبل أيام)، وستركز في ما هو آتٍ من أعداد، على تقديم النص الجديد عربياً وعالمياً، بشكل يجذب القارئ المتخصص والعام، مع تخصيص مساحة باسم "لسان العالم" نقدّم فيها إبداع العالم ومبدعيه في كل اللغات. وبما أن لديَّ علاقات عربية ودولية مع مبدعين كثيرين فهم سيرفدون المجلة بما لديهم. ولأنّ توجّهي عربي فستكون "إبداع" منبراً للمصريين والعرب على حدّ سواء. فمثلما يُحتفى بالإبداع المصري عربياً، فلماذا لا تعود مصر من جديد لتقدّم ما يكتبه إخواننا من شعر ورواية وقصة ونقد وترجمة، وغير ذلك. هذا دور لم يغب يوماً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ولا عن أغلب دور النشر المصرية. 

 

اقرأ أيضاً: جدل حول مستقبل الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد استقالة رئيسها

 

*سبق لك أن نلتَ العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشوارك مع الكتابة، قبل أن تنال جائزة الدولة التقديرية بإجماع الآراء... حدّثنا عن شعورك إزاء هذا التكريم؟
-قبل أن تضاف جائزة النيل إلى جوائز الدولة المصرية، كانت جائزة الدولة التقديرية هي الأعلى؛ ولذلك فأنا أعرف قدرها جيداً. ولا شكّ في أن الجائزة بقدر ما منحتني الكثير من الفرح الشخصي والبهجة الروحية، بقدر ما حمَّلتني مسؤولية التفكير في ما بعد الجائزة. سأبدأ مرحلة جديدة في الكتابة، والإسهام الثقافي العام، من خلال رئاستي لتحرير مجلة "إبداع"، وإشرافي على سلسلة "ديوان الشعر المصري". ستكون المساءلة والمراجعة أكثر، والغربلة أكبر، والبحث عن سبل وطرائق جديدة هي الهدف، إذ أمامي كثير من العمل الذي يحتاج إلى مثابرة وصبر. فالتقدير الذي نلته يحتاج المزيد من الجهد والاجتهاد والسعي نحو الإضافة. وأتوقّع أن تفتح هذه الجائزة طريقاً نحو إعادة قراءتي، أو قراءة ما كتبتُ من جانب مَن لم يقرأني من قبل، كما أنها تلفت الانتباه نحو ما قدمتُ. نيْل جائزة كبيرة من بلدي له أثر أكبر من الجوائز الدولية التي سبق لي أن نلتها، كما أنها مقدمة لنيْل جوائز أخرى من العالم، خصوصاً بعد ظهور شعري في ترجمات كثيرة إلى لغات مثل الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والتركية والفارسية والبنغالية. 

 

الشاعر أحمد الشهاوي. (وكالات)
الشاعر أحمد الشهاوي. (وكالات)

 

*كتابك الأحدث عنوانه "وصايا الكتابة: كيف نكتب ولماذا؟"... ألم تخشَ من أن ينظر إليه على أنه تعليمي؟ أو بمعنى آخر، هل تؤمن بأن الكتابة الإبداعية يمكن تعلّمها، سواء عبر الكتب، أم من خلال الورش التي انتشرت في الآونة الأخيرة؟
-الإنسان - أي إنسان- يُولد موهوباً في مجال ما، وعلى الأب أو الأم أو المدرس في المدرسة، أو الأستاذ في الجامعة، أن يوجّهه الوجهة الصحيحة، وأن يساعده في ما لا يعرف، وأن يقدّم له الدعم والنصيحة ويرشده نحو الطريق الصحيحة. أنا لم أتعلّم الكتابة، لكن قربي من كثيرين، وقراءاتي المبكرة، جعلني أعرف أشياء كثيرة عن عملية الكتابة وتقنياتها. كلّ كاتب أو ناقد أو شاعر اقتربتُ منه أفادني بشكل غير مباشر.

أنا مع تدريس مادة "الكتابة الإبداعية " في المدارس والجامعات مثلما هي موجودة في أغلب دول العالم، خصوصاً في الولايات المتحدة. وقد عُرِض عليَّ تدريس مادة الشعر والكتابة بشكل عام في جامعتي ستانفورد عام 1991، وفرجينيا العام الحالي، لكن الأمر يحتاج البعد عن مصر لبعض الوقت، وهذا ما لا أحبّذه.

كتابي "وصايا الكتابة كيف نكتب ولماذا؟" ليس كتاباً تعليمياً؛ لأنه يحمل تجربتي مع الكتابة، أو قل سيرتي مع الحرف. وأنا أحبّ ألا أكون معلّماً أعطي دروساً، ولكنني أقدّم خبراتي، ولا أحب أن أبدو كحكيم يطلق الوصايا؛ لأن الكاتب لا يحتاج إلى وصايا، بقدر ما يحتاج إلى مساحات من النور ترشده إلى طريق الكتابة بدلاً من أن ينفق وقتاً طويلاً في ما لا يفيد. وكتابي هذا لم أكتبه في شهر أو سنة، بل هو نتاج سنوات من الانشغال بهذا الموضوع. وللأسف، التأليف في هذا النوع من الكتابة قليل، بل نادر في الوطن العربي، وإن كانت سوق الكتاب ملأى بكتب أقرب إلى ما هو تجاري وفي مجال التنمية البشرية من أن تكون مهتمة بالشاعر والكاتب؛ وهي مترجمة عن لغات أجنبية. وقد حضرت ورشاً كثيرة في الكتابة والترجمة خارج مصر، وقد أفدت منها. أتصور لو أنني أدرس مادة الكتابة الإبداعية في إحدى الجامعات لعشرين طالباً وطالبة، فمن المؤكد أنه سيخرج واحد أو اثنان، أو ربما أكثر ليكون له أو لهم شأن في الكتابة.

نحن فقط نأخذ بيد غيرنا. فأنا طوال حياتي أرى أن كلَّ من اقتربتُ منه تعلمت منه شيئاً، خصوصا جمال الغيطاني، خيري شلبي، سامي خشبة، إدوار الخراط، صلاح فضل، محمد عبد المطلب، وعز الدين إسماعيل وأسماء أخرى كثيرة مصرياً وعربياً.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت