ثقافة 26-08-2025 | 23:07

زحمة أسماء كبيرة في "موسترا" البندقية: متى نشاهد كلّ هذه الأفلام؟

"النهار" في تغطية خاصة للدورة  الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي.
زحمة أسماء كبيرة في "موسترا" البندقية: متى نشاهد كلّ هذه الأفلام؟
جورج كلوني في ”جاي كيلي“ لنوا بومباك.
Smaller Bigger

"موسترا" البندقية (27 آب - 6 أيلول)، أعرق المهرجانات السينمائية، التي تنطلق مساء غد، وللمرة الـ82، حافلة بالأفلام واللقاءات والنشاطات المتداخلة والمتزامنة، إلى درجة ان القلق يدهمك منذ لحظة وصولك إلى الليدو، الجزيرة الهادئة التي ستعانق أهل السينما لنحو اسبوعين، شاهدةً على سجالاتنا وحبّنا و“كرهنا“ ولامبالاتنا. الأسماء الكبيرة المشاركة تفرض عليك مفاضلات قاسية: مَن تشاهد؟ ومتى؟ وكيف تحتفظ بذهنٍ صافٍ عندما تشاهد فيلماً تلو آخر؟ انها معضلة المهرجانات الأبدية وجمالها في آن. صحيح ان العقل البشري لا يقوى على استيعاب أكثر من خمسة أفلام دفعة واحدة، والمهرجانات ليست دائماً الأمكنة المثلى لمعاينة الأعمال السينمائية بدقّة، لكن في المقابل، بعض ممّا نكتبه تحت الضغط يولد أكثر حرارة وصدقاً من النصوص التي يُتاح لها متّسع من التأمل. من دون اغفال مهمّات أخرى: مراسلة الجريدة، إجراء مقابلات، التزامات لوجستية... باختصار: عمل منهك لكنه مصدر نشوة ومتعة، لكونه يلامس جوهر الصحافة الثقافية. الكتابة من قلب الحدث لقراء سينيفيليين يتعطّشون لما نرصده، هي من أثمن ما في هذه المهنة. وفي زمن باتت فيه أصداء كلماتنا تُدوّي بلا حدود بفعل الفضاء الافتراضي، يبقى هذا النوع من الصحافة، رغم ما يواجهه من تحديات، لا بديل منه في مقاربة الفنّ السابع.

نحن على أعتاب دورة استثنائية قد تتفوّق على الدورة الأخيرة من مهرجان كانّ من حيث عدد الأسماء البارزة المشاركة: باولو سورنتينو، أوليفييه أساياس، كاثرين بيغلو، جيم جارموش، يورغوس لانثيموس، لازلو نمش، لوكريسيا مارتل، فرنسوا أوزون، بارك تشان ووك، جيانفرانكو روزي، لوكا غوادانينو، جوليان شنايبل، غاس فان سانت، صوفيا كوبولا، فرنر هرتزوغ، ألكسندر سوكوروف، تساي مينغ ليانغ، ماركو بيللوكيو، تشارلي كوفمان... وغيرهم ممّن ننتظر أعمالهم استناداً إلى منجزهم السينمائي وتاريخهم، مدركين دائماً أن الرهان على الابداع لا يخلو من المفاجآت: قد يصيب وقد يخيب، وهذه هي طبيعة الفنّ والحياة معاً.

 

ملصق الدورة  الـ82 من “موسترا“ البندقية.
ملصق الدورة الـ82 من “موسترا“ البندقية.

 

لكن، إلى جانب الأسماء الراسخة والمكرسة، يبقى باب الاكتشاف مفتوحاً على مصراعيه. فالمواهب الجديدة، التي نلتقي بها للمرة الأولى، هي من يصنع في الحقيقة مجد المهرجانات. كلّ الأسماء الكبيرة التي ذكرتها، مرت من هنا يوماً ما، وكانت في بداياتها اكتشافاً، تماماً كما سنخرج من هذه الدورة بأسماء جديدة ستشكّل مستقبل السينما.

إن صحّ أن بعض الأعمال التي سنشاهدها سيكون مميزاً، فعلينا في المقابل ألا ننخدع. فالمعايير التي تُدخل فيلماً إلى المسابقة تتجاوز المستوى الفنّي البحت، لتشمل حضور النجوم، أو معالجة قضايا آنية، أو تمثيلاً جغرافياً متوازناً، فضلاً عن "الكوتا" النسائية. وحده "الصواب السياسي" يبدو أن مهرجان البندقية استطاع، إلى حدّ ما، أن يحصّن نفسه من الوقوع في فخّه المتكرر، بفضل مديره الفنّي ألبرتو باربيرا، الذي يدخل عامه الرابع عشر على رأس التظاهرة، ويُقال إنه لم يتردد في "ضرب يده على الطاولة" للدفاع عن خياراته.

 

“لا خيار آخر“ لبارك تشان ووك.
“لا خيار آخر“ لبارك تشان ووك.

 

مساء غد سنكتشف "النعمة" للمخرج الإيطالي باولو سورنتينو، الذي يعود إلى المهرجان بعدما عرض فيه "كانت يد الله" قبل أربع سنوات. العمل يتناول الأيام الأخيرة لرئيس إيطالي متخيّل، وهو بطولة توني سرفيللو الممثّل الأحبّ إلى قلب مخرج "الجمال العظيم". المسابقة الرسمية تضم 21 فيلماً تمثّل بعضاً من أبرز الإنتاجات السينمائية في العالم، وتناقش مواضيع من الحاضر والماضي، مع حضور بارز لسينمائيين كبار، ثلاثة منهم سبق أن نالوا "الأسد". هناك المكسيكي غييرمو دل تورو بفيلمه "فرنكنشتاين" الذي يعيد تقديم الشخصية الأيقونية بحبّه للوحوش، والمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس بـ"بوغونيا" مواصلاً عمله مع إيما ستون، فيما يخوض المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون مغامرة جريئة عبر اقتباس رواية "الغريب" لألبر كامو بالأبيض والأسود، في محاولة لكسر "لعنة" الأفلام المبنية على روايات. السينما الإيطالية حاضرة بقوة عبر أربعة أفلام نأمل أن تكون على المستوى المطلوب، من بينها "تحت الغيوم" لجيانفرانكو روزي و"إليزا" لليوناردو دي كوستانزو و"دوزيه" لبييترو مارتشيللو، بالإضافة إلى "فيلم مصنوع بإتقان" لفرانكو ماريسكو.

الحصّة الأميركية في مسابقة هذا العام: خمسة أفلام. جيم جارموش وبني صَفْدي ونوا بومباك وكاثرين بيلغو، بالاضافة إلى فيلم دل تورو الأميركي من حيث الإنتاج. ننتظر أيضاً على أحر من الجمر: "يتيم" للمجري لازلو نمش ومواطنته إيلديكو إنييدي التي تحضر بـ"صديق صامت". فيلمان من المجر في مسابقة مهرجان كبير لا بد ان يقولا شيئاً عن حال السينما في هذه البلاد. وفي حين تأتي السينما الآسيوية ممثلةً بـ"لا خيار آخر" لأحد معلّميها  الكوري الجنوبي بارك تشان ووك، لم يصل من العالم العربي إلى مسابقة هذا العام سوى "صوت هند رجب" للتونسية كوثر بن هنية. أخيراً، يحتفي المهرجان بقامات كبيرة مثل فرنر هرتزوغ وجاين كامبيون وكيم نوفاك، أما لجنة التحكيم فيترأسها المخرج الأميركي ألكسندر باين، الذي سيختار مع أعضاء لجنته الفائز بـ"الأسد الذهب" خلفاً لألمودوفار، وذلك وسط منافسة شرسة تنتهي بعد 11 يوم مشاهدة أشبه بماراثون سينمائي.

 

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال