"وينزداي 2" في الصدارة للأسبوع الثاني: ظاهرة رقميّة تسحر الجيل "زد"

يواصل مسلسل "وينزداي" (Wednesday)، المشتق من "عائلة آدامز"، هيمنته على عالم البث عبر "نتفليكس"، بعدما تصدّر قائمة الأكثر مشاهدة عالمياً للأسبوع الثاني على التوالي.
في الفترة الممتدة بين 11 و17 آب/أغسطس، حقق الجزء الأول من الموسم الثاني 29.1 مليون مشاهدة، محتفظاً بسهولة بالمركز الأول على لائحة المسلسلات الناطقة بالإنكليزية. ورغم أن هذه الحصيلة تعكس تراجعاً بنسبة 42 في المئة مقارنةً بانطلاقته الضخمة، إلّا أنّه تفوّق بفارق شاسع على بقية العروض، إذ لم يحقق المسلسل صاحب المركز الثاني سوى 7.5 ملايين مشاهدة.
اللافت أيضاً أنّ الموسم الأول من المسلسل يستفيد من زخم الموسم الثاني، إذ حلّ في المركز الثالث بين العروض التلفزيونية هذا الأسبوع محققاً 7.4 ملايين مشاهدة. وجاء بينه وبين الموسم الثاني برنامج "Fit for TV: The Reality of the Biggest Loser".
نجاح قياسي في المشاهدة الرقمية
حصد "وينزداي" أرقاماً قياسية في نسب المشاهدة على "نتفليكس". خلال الأسبوع الأول، استقطب الموسم الثاني 50 مليون مشاهدة، ليصبح ثاني أكبر أسبوع إطلاقٍ لمسلسل إنكليزي على المنصة، خلف موسمه الأول فقط الذي طُرح عام 2022 مسجّلاً نحو 341 مليون ساعة مشاهدة، ما يعادل 50 مليون مشاهدة تقريباً، وقفز الرقم أعلى في الأسبوع التالي، ليتحوّل مع الوقت إلى أكبر مسلسل ناطق بالإنكليزية في تاريخ "نتفليكس" بأكثر من 252 مليون مشاهدة. ورغم البداية الأبطأ للموسم الثاني - بسبب تقسيمه إلى جزءين - فقد تربّع في المركز الأول في 88 دولة هذا الشهر، ما يثبت قوّة قاعدته الجماهيرية العالمية.
رقصات "فايرل" وصيحات موضة
تخطّى تأثير "وينزداي" حدود الأرقام، ليتحوّل إلى ظاهرة ثقافية متكاملة. من أبرز الأمثلة رقصة "وينزداي" الشهيرة التي قدّمتها جينا أورتيغا في مشهد حفلة التخرّج بالموسم الأول، والتي اجتاحت "تيك توك" بعدما أعاد المعجبون تركيبها على أنغام أغنية "Bloody Mary" لليدي غاغا. تجاوز وسم #wednesdaydance عتبة 480 مليون مشاهدة على التطبيق خلال فترة قصيرة، ما دفع ليدي غاغا نفسها إلى المشاركة بالتحدّي، بل حتى الإعلان عن ظهورها ضيفة في الموسم الثاني. أورتيغا من جانبها وصفت التجربة بأنها "شرف كبير وغير متوقّع"، مضيفة أنّ الحماسة الجماهيرية "لا تزال تدهشها".
كما امتدّ تأثير المسلسل إلى عالم الأزياء الشبابية. فقد شهدت موضة "الغوث" (نسبة إلى تيار الغوث - Goth - الثقافي الذي نشأ في أواخر السبعينيات، والذي يجمع بين موسيقى الروك القاتمة والرموز الجمالية السوداوية والموضة ذات الطابع الكئيب) عودة قوية بفضل أسلوب وينزداي الأنيق والغامض.
في أواخر 2022، قفزت عمليات البحث في شبكة "بنترست" (Pinterest) عن "زي وينزداي آدامز" 50 مرّة مقارنة بالعام السابق، بينما سجّل تطبيق "ديبوب" (Depop) المتخصّص في الملابس المستعملة زيادة بنسبة ألف في المئة بالطلب على أزياء مستوحاة من الشخصية: فساتين سوداء بياقات بيضاء حادة، ضفائر مشدودة، سترات داكنة...
يمكن النظر إلى الصدى الذي لقيته شخصية وينزداي آدامز على أنّها رمز تتماهى به شريحة من الجيل "زد". خلال زوبعة الجزء الأول من المسلسل قبل ثلاثة أعوام، قالت الباحثة السينمائية شيلي كوب لـ"الغارديان": "الأمر يستهوي الجيل زد بما لديهم من قدرة على مناقشة السياسة الثقافية والخطاب الشائع حول قضايا الهوية. ويمنح المسلسل هذه النقاشات صوتاً لاذعاً وذكياً". وقد غدت وينزداي أيقونة غير اعتيادية وغير متوقّعة لهذا الجيل، ورمزاً للفرادة والذكاء الساخر.
جنون مرشّح للتصاعد
لا يبدو هذا التوهّج الثقافي في طريقه نحو الانطفاء قريباً. فقد أكّدت "نتفليكس" أنّ النصف الثاني من الموسم الثاني سيُعرض في 3 أيلول/سبتمبر، ما يبشّر باستمرار "هوس وينزداي". ومع الأرقام القياسية في المشاهدة، والانتشار المتزايد في الثقافة الشعبية - من "تيك توك" إلى الأزياء التنكّرية - أصبح "وينزداي" لحظة ثقافية متكاملة.