طلال حيدر لـ"النهار" في رثاء زياد الرحباني: يكفيها فيروز حزناً!

من الأسماء الذين عرفت زياد الرحباني ولمست عبقريّته، طلال حيدر. الشاعر الذي خلّدت فيروز كلماته في رائعتها "وحدن" من ألحان نجلها. تلك الأغنية التي أدمعت فيروز وهي تغنّيها في حفل بيرسي في فرنسا عام 1989، بعد رحيل عاصي الرحباني وفي فترة رحيل ابنتهما ليال، صارت لها اليوم ذكرى خاصة بزياد، وجميعنا نسأله "يا ناطرين التلج، ما عاد بدكن ترجعوا؟".
"الحياة بخيلة... لا تسعفني الكلمات"، يقول حيدر لـ"النهار" في رثاء الرحباني، "حزني عليه أوسع بكثير من اللغة". يبكيه بحسرة، ويقول: "لم يعد في الدنيا فرح بعد رحيل زياد. الدنيا ما زالت ترفض تصديق أنه غادرها وتركها".
يروي لنا أنّ زياد كان يحدّثه يومياً، ويعده بأن يزوره. "والآن، بعده، لا الشمس تشرق، ولا النور يسطع، حتى الأشجار امتنعت عن الإزهار". وفي لحظة مشحونة بالعاطفة حيال الوالدة المفجوعة، يصرخ: "يكفيها فيروز حزناً ومآسي، تكفيها المأساة اليونانية".
ويستذكر زياد الذي رسم خطّاً موسيقياً خاصاً جعله أيقونة، ويقول لنا إنّ زياد، "ذاك الذي طوّب الزمن الآتي باسمه، لم يُكمل جملة عاصي لأنه لم يُرد أن يكون صدًى، بل اختار أن يبدأ جملته الخاصة، جملة ما اكتملت، لأن الرحيل خطفها". وفي نظره، "حين يولد فنان، تحتفل الدنيا؛ وحين يرحل، لا يبقى إلا السواد يلفّ السماء والأرض".
نسأله كيف يرثي زياد، فيجيب: "لا يُرثى، لأنه ببساطة لا يموت. لا يغيب. هو باقٍ في كل لحن، في كل أغنية، في يديه على البيانو. هاتان اليدان يجب أن تبقيا تعزفان، حتى لو لم نعد نسمعهما، فالدنيا تسمعهما".
ويختم بصرخة ألم العِشْرَة والمحبّة: "أين أنت يا زياد؟ إرجع!".