"سوبرمان" 2025: قنبلة شبّاك التذاكر... هل قصد إسرائيل بـ"الدولة الشريرة"؟
أطلق فيلم "سوبرمان" عاصفة من النجاح في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، محققاً إيرادات تقدر بنحو 125 مليون دولار في مبيعات التذاكر المحلّية. وتُعدّ هذه العائدات الضخمة ثالث أكبر افتتاح في الولايات المتحدة لعام 2025، بعد فيلم "ماينكرافت" الذي حقق 162.8 مليون دولار، وفيلم "ليلو وستيتش" من ديزني الذي حقق 146 مليون دولار.
وبإجمالي عالمي بلغ 217 مليون دولار في أول عطلة نهاية أسبوع، عرف الفيلم نجاحاً هائلاً في شباك التذاكر، إذ وصفه مراقبو الصناعة بأنه "افتتاح محلّي استثنائي"، رغم بعض النتائج الضعيفة في الأسواق الدولية. ويُعدّ الانتصار ضرورياً لاستوديوات "دي سي"، إذ إنّ "سوبرمان" هو أول فيلم في عالم "دي سي" الموحَّد الجديد تحت إشراف الكاتب والمخرج جيمس غان والمنتج بيتر سافران، ونجاحه يساعد في إثبات أنّ الجمهور لا يزال متحمساً لعودة "الرجل الفولاذي".

صدى المعجبين
وراء الأرقام حماسة هائلة. فقد تدفّق المعجبون لمشاهدة ظهور ديفيد كورنسويت في دَوْر كلارك كينت/سوبرمان، مع حماسة كبيرة حول رؤية غان الجديدة للبطل الأيقوني. وقد استفاد الفيلم من العروض الأولية التي سجّلت أرقاماً قياسية (بما في ذلك 22.5 مليون دولار في العروض الأولى بتقنية IMAX) وزيادة في الحضور عبر عطلة نهاية الأسبوع.
وأبدى الجمهور استجابة لافتة، إذ منح الحضور الفيلم في ليلة الافتتاح تقييم "A−" في مقياس "سينماسكور" (وهو تقييم قوي على مقياس A+ إلى F). كما حصل الفيلم على تقييمات إيجابية من النقّاد على موقع "روتن تومايتوز" بنحو 82-86%، بينما منح الجمهور تقييماً يقارب 95%.

يمثل الافتتاح المظفر لـ"سوبرمان" عودة كبرى لبطل "دي سي" الأيقوني. فقد تفوّق على افتتاح فيلم "الرجل الفولاذي" لعام 2013 (الفيلم الأخير لسوبرمان، الذي حقق 116 مليون دولار في افتتاحه)، وهو أول فيلم من "دي سي" يحقق أكثر من 100 مليون دولار في افتتاحه منذ فيلم "ووندر وومن" في 2017. ويلاحظ محللون أنّه أول فيلم أبطال خارقين من أي استوديو يحقق أكثر من 100 مليون دولار في الافتتاح المحلي منذ أكثر من عام، ما يشير إلى أن سوبرمان تجاوز مخاوف "إرهاق الأبطال الخارقين".
قد تكون جذور "سوبرمان" الأميركية حدّت من جاذبيته في الخارج. على سبيل المثال، لم يحقق الفيلم أداءً قوياً في الصين، حيث حقّق نحو 6.6 ملايين دولار في افتتاحه. "لقد كان سوبرمان دائماً شخصية أميركية بامتياز"، وفق المحلل ديفيد أ. غروس، "وفي بعض أنحاء العالم، لا تتمتع أميركا حالياً بشعبية كبيرة". ومع ذلك، سجلت أسواق رئيسية مثل المملكة المتحدة والمكسيك إقبالاً قوياً، وتشير العائدات العالمية إلى أنّ قاعدة معجبي "سوبرمان" في جميع أنحاء العالم لا تزال كبيرة.

جدل سياسي
وسط الاحتفال التجاري، وجد الفيلم نفسه في مركز جدل سياسي. يتناول الفيلم تدخّل "سوبرمان" في أزمة دولية خيالية - حيث يوقف غزواً من دولة بورافيا المتحالفة مع الولايات المتحدة ضدّ جارتها الفقيرة جارهنبور - وقد أثار هذا الخط السردي جدلاً شديداً بسبب تشابهاته الغريبة مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. على وسائل التواصل الاجتماعي، فسر عدد من المشاهدين بورافيا وجارهنبور على أنهما تمثيلات رمزية لإسرائيل وفلسطين، ما حول الفيلم إلى اختبار سياسي للآراء.
ورأت المعلقة السياسية كريستال بول أنّه "يبدو أنّها لحظة ثقافية كبرى، أن تكون إسرائيل هي الدولة الشريرة في فيلم هوليوودي ضخم الموازنة"، مشيرة إلى أنّ الرمزية "لم تكن خفية على الإطلاق". وسرت دعوات إسرائيلية إلى مقاطعة "سوبرمان"، مع انتقاد بطل الفيلم "لتوجّهه نحو مواقف سياسية" تحت غطاء الخيال. إلا أنّ مخرج الفيلم يصرّ على أنّ أيّ تشابه مع إسرائيل وفلسطين كان غير مقصود. فقد كتب السيناريو عام 2022، قبل اندلاع حرب غزة، وقد "نفى بشكل قاطع" أن يكون الفيلم تعبيراً عن ذلك الصراع.

مع تجاوزه حاجز الـ 400 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي، يثبت الفيلم أنّ قصة الأبطال الخارقين يمكن أن تثير محادثات حقيقية في العالم، بينما تظلّ قادرة على جذب الجمهور إلى دور السينما. القدرة على جمع بين النجاح التجاري والالتزام الاجتماعي تبرز مكانته في الثقافة الحديثة: مغامرة تقدّم جرعة إثارة وتضرب على وتر الجيوسياسية.
نبض