الفن يُعاند محو الذاكرة... معرض تكريمي لعبد الحميد بعلبكي في متحف سرسق

افتتح متحف سرسق في بيروت، مساء اليوم، معرضاً للفنان اللبناني الراحل عبد الحميد بعلبكي يسترجع مسيرته وأعماله، مكرّماً الجنوب اللبناني ومستذكراً منزل بعلبكي في العديسة، الذي كان من المُفترض أن يكون أحد أوّل المراكز الثقافية في القرية، قبل أن يتضرّر بشدّة خلال حرب 2024.
يُعدّ بعلبكي من أبرز التشكيليين اللبنانيين الذين عكسوا في لوحاتهم واقع الحرب ومعاناة الإنسان، واشتهر بأسلوبه الواقعي التعبيري، كما في جدارية "الحرب" التي شبّهتها الصحافة بـ"غرنيكا" بيكاسو.
يضم المعرض مجموعة من الجداريات واللوحات الزيتية والرسومات الورقية، إلى جانب كتب نادرة ومقتنيات شخصية، مقدّماً لمحة عن عالم بعلبكي الذي كان منزله في الجنوب بمثابة مركز ثقافي ومتحف مفتوح. لكن هذا الإرث تعرّض لخسائر فادحة، بعدما استهدف القصف الإسرائيلي منزله الأندلسي الطراز، مدمّراً عشرات الأعمال الزيتية والمنحوتات والمخطوطات النادرة، تاركاً أثراً موجعاً لخسارة لا تعوّض.
يتنقل الزائر بين أعماله التي تجسّد وجوهاً حزينة ومشاهد من بيروت وجنوب لبنان، إذ كان الفنان مفتوناً بطبيعة جبل عامل وألوانها. ورغم أنّ العائلة نقلت جزءاً من أعماله إلى بيروت بعد وفاته، إلا أنّ تدمير منزله شكّل ضربة قاسية للإرث، الذي كان بعلبكي يحرص على حفظه داخل بيته، ليجد نفسه في النهاية مجرد أنقاض وسط حرب همجية لا تميّز بين البشر والفن.
* يستمرّ المعرض داخل صالة العرض في الطبقة الأولى من متحف سرسق حتى 28 أيلول/سبتمبر 2025.