ثقافة 26-02-2025 | 16:14

جاين أوستن تحتفظ بشعبيّة واسعة بعد 250 عاماً على ولادتها

لماذا لا تزال شخصيات جاين أوستن قريبة من القلوب بعد 250 عاماً؟
جاين أوستن تحتفظ بشعبيّة واسعة بعد 250 عاماً على ولادتها
الممثلة كيرا نايتلي في فيلم "برايد أند بريجودس" (2005).
Smaller Bigger
لا تزال الكاتبة الإنكليزية جاين أوستن تتمتّع بشعبية لا مثيل لها بعد 250 عاماً من ولادتها، ويتجلى ذلك مثلاً في دبابيس تحمل صورتها وقمصان مزيّنة باقتباسات من مؤلفاتها، فيما تحظى إلى اليوم باهتمام واسع من أساتذة الأدب.

وتحفل سنة 2025 بأنشطة تحتفي بهذه الكاتبة التي ولدت في 16 كانون الأول/ديسمبر 1775. ففي أيلول/سبتمبر، يُقام مهرجان جاين أوستن الذي يشارك فيه مئات الأشخاص وهم يرتدون أزياء تلك المرحلة ويسيرون في شوارع مدينة باث (جنوب غرب إنكلترا)، حيث عاشت الكاتبة لسنوات، وحيث تدور أحداث اثنتين من رواياتها. وتقام أيضاً حفلات راقصة حول موضوع كتبها، بيعت تذاكرها بنحو 210 دولارات.

وتعرض محطة "بي بي سي" مسلسلاً جديداً عن الكاتبة بعنوان "مِس أوستن" (Miss Austen)، يركّز على شقيقتها كاساندرا التي أحرقت رسائل جاين بعد وفاتها، مما أدى إلى محو كلّ أثر لأسرار حياتها.

وبيعت ملايين النسخ في مختلف أنحاء العالم من الروايات الستّ لجاين التي توفيت عام 1817 في سنّ الحادية والأربعين. وتتناول أعمالها وضع نساء طبقة النبلاء الجدد في المناطق الريفية في بدايات القرن التاسع عشر، حين كان الزواج مسألة تتعلق بالبقاء الاجتماعي. ومن خلال بطلاتها المستقلات، تنتقد التقاليد السائدة في ذلك الزمن.

وتحظى رواية "كبرياء وتحامل" (Pride and Prejudice) التي تتمحور على شخصية إليزابيث بينيت بشهرة كبيرة، ومنها استوحيَت شخصية بريدجت جونز، على ما أقرّت به مؤلفة هذه السلسلة من الروايات هيلين فيلدينغ.

"أنا أحبّ دارسي"
تؤدّي المرشدة في مركز جاين أوستن في باث لورين فالكونر دور ليزي بينيت أمام سياح من مختلف أنحاء العالم. وتقول: "لدينا أميركيون وأستراليون وصينيون ويابانيون وألمان وسواهم". وتفسّر هذا النجاح بأنّ "لكلٍّ شخصيته المفضلة (...) وثمة من يجد نفسه" في هذه الشخصيات.

أما ماريا ليتيتسيا دانيباليه، وهي إيطالية ومعلمة أدب إنكليزي في بيسكارا (وسط إيطاليا) جاءت لزيارة المركز، فتقول إنّ "القصص آسرة. طلابي يحبونها كثيراً، وخصوصاً الفتيات". وتشير إلى أنّ جاين "مشهورة جدّاً في إيطاليا، ويرجع ذلك جزئيّاً إلى الأفلام".

وتروي موا آشاكا، وهي طالبة سويدية تبلغ 23 عاماً، أنّها شاهدت فيلم "برايد أند بريجودس" (2005) من بطولة الممثلة كيرا نايتلي، ثم قرأت الكتاب باللغة السويدية. وتشرح أنّها تحب الشخصيات النسائية في القصة، ملاحِظةً أنها "قوية جدّاً".

جاءت هذه الطالبة إلى مدينة باث لقضاء عطلة عيد العشاق مع حبيبها الذي يبدو أقل إعجاباً منها بجاين أوستن، ويصف كتبها بأنها "رومانسية".

لكنّ موا التي كانت تهمَ بشراء رواية "إقناع" (Persuasion) من متجر المركز، إنّما بالإنكليزية هذه المرة، ترى أنّ هذه الروايات "أكثر من ذلك"، إذ "تتعلق بالنساء اللواتي يتولين السلطة".

ويكون المتجر ممتلئاً باستمرار. على رفوفه، لعبة "إحزر من؟" (Guess Who) عن شخصيات جاين أوستن، أو دبوس مع قلب "أنا أحب دارسي" (حبيب ليزي بينيت).

"أدب سهل وعظيم"
تلاحظ أستاذة الأدب الإنكليزي في جامعة أكسفورد كاثرين ساذرلاند أنّ جاين أوستن أصبحت أكثر شعبية من أيّ وقت مضى، وباتت "ظاهرة لا مجرّد روائية". وتذكّر بأنّ نقطة التحول تمثّلت في اقتباس أعمال تلفزيونية وسينمائية من كتبها في تسعينات القرن العشرين، تميّزت بـ"الديكورات والأزياء الجميلة والحفلات الراقصة". وتشير إلى أنّ الأبطال جميلون في الأفلام، بينما في الكتب "ليسوا على قدر كبير من الجاذبية".

وترى أنّ "كلّ هذه العوامل تحوّل الأفلام إلى شيء لا تتمتع به كتب جاين أوستن، شيء أكثر رومانسية، في حين أنّ رواياتها تتناول قضايا أخلاقية أوسع".

وتصف ساذرلاند أدب جاين بأنه "سهل المنال وعظيم في الوقت نفسه. يمكن للمرء قراءة كتبها مرات عدّة، وإيجاد شيء جديد فيها كلّ مرّة".

وكما هي حال جميع المتخصصين في أعمال جاين أوستن، ستكون سنة ساذرلاند غنية، إذ تنشر الأستاذة كتاباً عن المؤلفة بعنوان "جاين أوستن إن 41 أوبجكتس" (Jane Austen in 41 objects) وتستعدّ لإقامة معرض في أكسفورد بعنوان "الرقص مع جين أوستن"، يضم أزياء أفلام ومخطوطات تَصِف فيها حفلة راقصة.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.