رئيس لجنة التحكيم "البرليناله" يدعو السينما إلى مقاومة توجّهات ترامب

دعا المخرج الأميركي تود هاينز، الأوساط السينمائية للوقوف في وجه إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة، محذّراً من تأثّر السينما سلباً بالتغيرات الجذرية الجارية في الولايات المتحدة.

وقال مخرج فيلمي "فار فروم هيفن" (Far from Heaven) و"كارول" (Carol)، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي يتولى إدارة لجنة تحكيمه، إنه صدم من "هجوم ترامب الهمجي على المؤسسات الديمقراطية الأميركية".

وتابع هاينز البالغ (64 عاماً): "إنها فترة بشعة نعيشها راهنا وستتطلب كل قدر من الطاقة للمقاومة والعودة إلى نظام اعتبرناه من المسلّمات كأميركيين رغم ما يتضمّنه من عيوب".

ولاحظ أنّ شركات أميركية بدأت تعتمد تموضعاً يتيح لها كسب تأييد إدارة ترامب الجديدة في واشنطن.

وكانت شركات أميركية كبرى بينها مصرف "غولدمان ساكس" ومجموعة "ميتا" لوسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت عن تغييرات في سياساتها للتنوع والعدالة والاندماج (المعروفة بـ"دي اي آي").

وغالباً ما يستهزئ ترامب وأنصاره بالمبادرات التي تُتّخذ في إطار سياسات التنوع والعدالة والاندماج. وقد قال هاينز لـ"فرانس برس": "بدأنا نشهد للأسف استسلاماً لهذه الإدارة الجديدة، ليس بالضرورة في هوليوود ولكن في أماكن كثيرة معنيّة بقوة الشركات الهائلة، وهو أمر صادم".

وأضاف: "عندما يقول الناس إنّ الهدف من القرارات الجديدة هو التركيز على الفوائد الطويلة الأمد والتخطيط للمستقبل، يكونون قد تأثروا سلباً بالثقافة التي يعيشون فيها ويفقدون قدرتهم على النهوض. وهذا ما حدث في ماضينا. علينا أن ندرك خطورة ذلك".

خلال الأسبوع الفائت، أبلغت استوديوهات "ديزني" موظفيها أنها ستتخلى عن أطر التنوع والعدالة والاندماج كـ"عوامل مرتبطة بالأداء"، لكنها ستواصل اعتماد "الشمول" كأحد قيمها الأساسية. وأثارت هذه الخطوة قلق بعض الموظفين، بحسب وسائل إعلام أميركية.

"مقاومة"
شكّلت حالة الارتياب التي تسببت بها حكومة ترامب الجديدة موضع نقاش متواصل في الدورة الحالية من "برليناله"، وهو أول مهرجان سينمائي أوروبي كبير منذ تولي ترامب منصبه رسمياً في 20 كانون الثاني/يناير.

وافتتحت مديرة المهرجان الجديدة تريشا تاتل فعاليات المهرجان الجمعة بالقول إنّ السينما يمكن أن تكون عملاً "مقاوماً (...) لكلّ الأفكار السيئة التي ينشرها عدد كبير من الأحزاب اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء أوروبا وفي العالم أجمع".

يختتم المهرجان الأحد، يوم إجراء الانتخابات الألمانية المبكرة التي دُعِيَ إليها بعد انهيار الائتلاف الحاكم بزعامة المستشار أولاف شولتس أواخر العام الفائت.

وحذّر هاينز من تأثير "الحملة القاسية والبغيضة ضدّ الأشخاص المتحولين جنسيّاً خصوصاً والأشخاص المثليين عموماً" خلال حملة ترامب الرئاسية العام الفائت. وقال: "أعتقد أنّنا لم ندرك كم أنّ الأمور كلّها باتت فجأة معرّضة للخطر"، مضيفاً: "هذا يعني أنّ علينا جميعاً أن نناضل من أجل كلّ الأشياء التي كنّا نقاتل من أجلها في الماضي".

وجُمِّدَ العام الفائت فيلم لهاينز تتمحور قصته على رجل مِثليّ في ثلاثينات القرن العشرين، بعد انسحاب النجم يواكين فينيكس منه قبل أيام قليلة من بدء التصوير لأسباب لم تُعرف.