ثقافة 27-01-2025 | 16:38

وثائقي جديد يثير هوية المصوّر الفعلي لـ"فتاة النابالم" الأيقونية

شدّد صانعو فيلم وثائقي جديد يتناول تحقيقاً بشأن صورة "فتاة النابالم" الشهيرة التي أُثير أنها نُسبت عمداً إلى المصوّر الخطأ، وهو ما تنفيه وكالة "أسوشييتد برس"، على "أهمية مشاركة هذه القصة مع العالم".
وثائقي جديد يثير هوية المصوّر الفعلي لـ"فتاة النابالم" الأيقونية
صورة "فتاة النابالم" محور الجدل. (أسوشيبتد برس)
Smaller Bigger

يتمحور فيلم "ذي سترينغر" (The Stringer) الذي عُرض في مهرجان سندانس السينمائي، على تحقيق عن شائعات مفادها أنّ الصورة الشهيرة التي ساعدت في تغيير النظرة العالمية لحرب فيتنام، قد التقطها في الواقع صحافي مستقلّ محلي غير معروف.

فاز نيك أوت، المصوّر في وكالة "أسوشييتد برس" الذي التقط صورة لفتاة تبلغ تسع سنوات وهي تهرب عارية من قصف بالنابالم، بجائزة "بوليتزر". ودأب على القول إنّه صاحب الصورة. وقد سعى محاميه إلى منع عرض الفيلم.

ونشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريراً خلال الأسبوع الفائت يتضمّن تفاصيل تحقيق أجرته في هذا الشأن. ويشير إلى أنّ التحقيق "لم يتوصل إلى أيّ شيء يثبت أن نيك أوت لم يلتقط الصورة". وأكّدت الوكالة في الوقت نفسه أنها لم تُمنَح بعد حق الوصول إلى الأبحاث التي أُجريت لإنجاز الفيلم.

وقالت في بيان الأحد إنّ "أسوشييتد برس مستعدّة لإعادة النظر في أيّ أدلة ومعلومات جديدة بشأن هذه الصورة".

أُثيرت فكرة الفيلم الجديد عندما بدأ كارل روبنسون، وهو محرّر صور كان يناوب في مكتب "أسوشييتد برس" في سايغون في اليوم الذي التُقطت فيه الصورة، يتحدّث علناً عن مصدر الصورة. في الفيلم، يقول روبنسون إنّ رئيس قسم الصور في مكتب سايغون والحائز جائزة "بوليتزر" مرتين هورست فاس أمره بكتابة كلام للصورة ينسبها إلى أوت.

ويقول روبنسون: "عندما بدأت بكتابة كلام الصورة... قال لي هورست فاس الذي كان يقف بجواري مباشرة: نيك أوت. اكتب نيك أوت".

بعد إجراء مقابلة مع روبنسون، تمكّن صانعو الفيلم من تحديد الاسم الذي بقي مجهولاً لفترة طويلة للمصور الفيتنامي المستقل، الذي يظهر في صور أخرى للمشهد نفسه في ترانغ بانغ يوم 8 حزيران/يونيو 1972.

بدأوا يتعقبون غوين تان نجه، الذي يقول في الفيلم إنه متأكد من أنه هو مَن التقط الصورة. ويقول: "لقد كان نيك أوت برفقتي في مهمّة. لكنه ليس مَن التقطها... أنا صاحب تلك الصورة".

في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، يقول المخرج المنفذ غاري نايت، وهو مصوّر صحافي قاد التحقيق في الفيلم، إنّه "من المهم" أن يحاسب أعضاء وسيلة الإعلام أنفسهم. ويضيف أنّ "الصورة المعنيّة هي إحدى أهم الصور الفوتوغرافية على الإطلاق، للحرب بالتأكيد".

في الإطار، يقول المخرج باو نغوين إنّ "معرفة هوية صاحب الصورة... لطالما كانت مسألة نعتبر أنّ مشاركتها مع العالم أمراً مهمّاً لنا كفريق سينمائي".

"التحدث علناً"
من بين المسائل التي أُثيرت مرات عدّة ردّاً على الادعاءات الجديدة، هو لماذا مرّت مدّة طويلة قبل أن يتحدث أيّ شخص عن الموضوع.

يقول روبنسون إنّه كان يخشى أن يخسر وظيفته آنذاك، في الفترة التي كتب فيها كلام الصورة. ويضيف أنّه بدأ مع الوقت يشعر بأنّ "الأوان قد فات" للتحدث علناً، حتى عرف اسم الصحافي المستقل بعد عقود.

بدوره، قال محامي أوت، جيم هورنستين، لـ"فرانس برس" إنّ روبنسون له "ثأر عمره 50 عاماً مع نيك أوت وأسوشييتد برس وهورست فاس"، مؤكّداً أنه "سيتم رفع دعوى تشهير قريباً ضدّ صانعي الفيلم".

في الفيلم الوثائقي، تقول عائلة نجه إنّه كان يتحدّث باستمرار في المنزل عن أسفه لأنّه خسر ملكية الصورة. ويقول نجه: "شعرت بالاستياء. لقد جهدت لالتقاطها، لكن ذلك الرجل حصل على كلّ شيء: التقدير، والجوائز".

من جانبه، يعتبر نغوين، مخرج الفيلم، أنّ عدم إقدام الأسرة "على التحدّث علنا حتى الآن... هو نوع من المغالطة". ويضيف: "داخل دوائرهم الخاصة، كانوا يتحدثون بذلك منذ فترة طويلة".

ويقول نايت إنه لطالما كان هناك "اختلال كبير في توازن القوى في المجال الصحافي". ويتابع: "لقد هيمن على هذا المجال الذكور البيض الغربيون المغايرون جنسياً، طوال فترة عملي فيه وقبل ذلك".

"تحقيق"
لجأ صانعو الفيلم أيضا إلى "إندكس" (INDEX)، وهي منظمة غير ربحية مقرّها فرنسا، متخصّصة في التحقيقات الجنائية، والتي خلصت إلى أنّ أوت "من غير المحتمل بصورة كبيرة" أنه كان في وضعية مناسبة لالتقاط الصورة.

ويُعيد أحدث بيانات "أسوشييتد برس" تكرار طلب الوكالة من صانعي الفيلم مشاركة الأدلة، بما في ذلك روايات لشهود العيان وتقرير منظمة "إندكس".

ويضيف البيان: "عندما علمنا بهذا الفيلم ومزاعمه، أخذناها على محمل الجد وبدأنا التحقيق". ويتابع: "نقولها وبشكل واضح جدّاً إنّ وكالة أسوشييتد برس مهتمّة فقط بالحقائق والتاريخ الصادق لهذه الصورة الشهيرة".

 

اقرأ أيضاً: 50 عاماً على صورة "طفلة النابالم" الأيقونيّة… الإنسانيّة في عريها

 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".