قضية عبد المنعم عمايري تفتح جدلاً حول الواقع السوري الراهن!
عبد المنعم عمايري في المستشفى
Smaller Bigger



انتشرت صورة للفنان الفلسطيني السوري عبد المنعم عمايري وهو يرقد على سرير المستشفى بعد تعرّضه لاعتداء جسديّ في سوريا. 
هذه الحادثة هزّت الرأي العام السوري، وأثارت ضجّة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  ممّا أحدث تفاعلاً كبيراً وانقساماً حاداً تحوّل إلى "ترند" في الأيام الماضية وسط اتهامات للفنان بـ"إهانة الدين"، مما فتح الجدل واسعاً حول حرية التعبير والانتهاكات المتكررة تحت عنوان "حالات فردية".
وأعرب بعضهم عن تعاطفه مع عمايري، مستنكرين العنف الذي تعرض له، بينما شكك آخرون في صحة الحادثة، معتبرين أنها قد تكون محاولة لجذب الانتباه أو الدعاية. 

 

شربان وطافي
وفقاً لشهود عيان وتقارير محلية، وقع الاعتداء على عمايري أثناء قيادته سيارته في أحد شوارع دمشق، حيث أوقفته مجموعة مسلّحة واعتدت عليه بالضرب المبرح، مما أدّى إلى إصابته بجروح بالغة وفقدانه للوعي. 
تداولت الأنباء أن المعتدين ينتمون إلى "هيئة تحرير الشام"، في وقت لم يصدر أيّ بيان رسمي من الهيئة ينفي أو يؤكّد تورطها. تصاعدت التكهنات حول الدوافع الحقيقية وراء الحادثة، مما فتح المجال أمام جدل واسع حول استخدام الدين كذريعة لممارسة العنف وقمع الآراء المختلفة.

 

ردّ فعل فني
"عبد المنعم عمايري. كرامتك عالعين والراس يا أبو ولادي سلامتك يا بلد". هكذا عبّرت الفنانة السورية أمل عرفة طليقة عمايري بعد حادثة الضرب التي تعرض في أحد أحياء دمشق -المزة/ فيلّات غربية- على يد عنصر مسلّح بعد تلفّظه، وفق ما أشيع، بـ "شتم الذات الإلهية"، أثناء حديثه عبر الهاتف، وهو في حالة سُكر في الـ10 من يناير/ كانون الثاني الجاري. 
الفنانة سلاف فواخرجي دافعت عن زميلها متمنية له الشفاء العاجل: "حبيبي يا عبودة. كلنا معك. وسلامتك من كل مكروه". 
وأعلنت الفنانة يارا صبري تعاطفها مع عمايري مطالبة بمحاسبة الفاعلين، ومستنكرة حالة الفلتان الأمني:"يجب أن يكون القانون هو السيد. لن نرضى بقانون الغاب. لا نريد شبيحة جدداً بلبوس جديد، وشبعنا من مقولة "أخطاء فردية"". 

 


ابنة العمايري
ونشرت مريم، ابنة الممثل الفلسطيني السوري، أخيراً صورة لوالدها وهو يرقد منهكاً في أحد المستشفيات، عبر صفحتها في "إنستغرام"، لتؤكد حالة الضرب والتنكيل، قائلةً: "عبد المنعم عمايري لن ينفي، والخبر صحيح". وأردفت بالقول: "أبي عامل عمليّتين بالكبد والمرارة ما صرلوا كم شهر طايب منها، ممنوع يحمل شيء تقيل، ولا يقرب حدا على هذه المناطق اللي بجسمه بقوم برفسوا بالبارودة على كبده. أوف على الحضارة، أوف على الحرية شو حلوة إذا هيك". 
وكانت مريم قد كشفت عن ملابسات الحادثة التي تعرض لها والدها ساخرة من فكرة "الحرية والكرامة" التي وعد بها السوريون إثر سقوط نظام بشار الأسد في الـ 8 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالقول:" بلد حرّة؟.. وين الحرية إذا واحد قام بضرب أبي قدام عيوني، وأبي مرمي على الأرض مغمى عليه؟ هي الأمانة والثقة بإنه نعمر بلد جديدة؟ قد أبوه ويضربه ويرفسه برجليه على كبده؟ ما شاء الله! فعلاً شيء بيرفع الراس!".  
وتحدث الصحفي والناقد الفني وسام كنعان، وهو أحد المقربين من عمايري، لإحدى المحطات التلفزيونية مؤكداً أن حادثة الاعتداء لم تكن لكونه فناناً، مشيداً بتعامل عناصر السلطة الجديدة في سوريا مع الفنانين وحمايتهم أثناء تصوير الأعمال الدرامية، مؤكّداً أن عمايري كان كثير الظهور سابقاً في الشارع وهو مخمور، معتبراً أن سلوكه قد يكون جزءاً من "الجنون الإبداعي" الذي يميّز الفنّان عن سواه. 

حالات فردية
تعيد هذه الحادثة السؤال حول الانتهاكات المتكررة التي قد تُرتكب في سوريا من دون تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، مما يخلق مناخاً من الخوف والترهيب. 
تكشف حادثة الاعتداء على عبد المنعم عمايري عن واقع مأسوي تعيشه سوريا، حيث تصبح "ممارسة الحرية الشخصية" هدفًا سهلًا للعنف والترهيب. وتُظهر ردود الفعل الشعبية والتضامن مع عمايري أن هناك رغبة عارمة بمواجهة هذه الانتهاكات. 
في ظل غياب المحاسبة واستمرار استخدام الدين والسياسة كذريعة للقمع، يبقى السؤال إلى متى ستستمر هذه الانتهاكات؟ فالحادثة، وبمعزل عن أسبابها ودوافعها، تسلّط الضوء على الحاجة الملحة إلى إعادة بناء مجتمع يحترم حرية التعبير ويحمي مواطنيه من كل أشكال العنف والتطرف.




الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟