... فيلم أميركي طويل... لا بل مصارعة حرّة أميركيّة
حسن جبران البازي
في عودة إلى إرث النابغة اللبناني الراحل والذي لم ينقضِ على رحيله سنة واحدة، يطل علينا زياد الرحباني في إحدى نوابغه التي لا تتكرّر: "فيلم أميركي طويل..." لنُسقطها على واقع اليوم اللبناني والإقليمي والعالمي فتكون النتيجة: "مصارعة حرّة أميركية" ومتعدّدة اللاعبين غير محدودة العلاقة بين منافسيها ولكن كيف ولماذا؟
![]()
إن من يلاحظ بدقة ما يحدث اليوم وثمة في غير مكان وزمان من الكرة الأرضية والعالم من أصغره المحلي مرورًا بالمنطقة والإقليم تتويجًا بالعالم أجمع... حتى أصبحت العولمة الأميركية الطابع عولمة سياسة القوة وعولمة المصارعة الحرّة الأميركية، حيث إنه لكل لاعب وبيدق في رقعة الشطرنج تلك أو سمّها المصارعة الحرّة الأميركية الأحادية المنتصر على حلبة واحدة حيث الكل يصارع الكل؛ يتحالف مع الكل؛ ويعادي الكلّ للفوز، وبعد عناء وفي عمليّة تطاحن لامتناهية حتى يفني الكل الكل ليفوز واحد أحد يصارع الكل للفوز بحزام المتعة الكاذبة والغدّارة والتي تعلّم القذارة في عِلم التعامل والمسلكيات الشتّى والجمّة من المجتمع الصغير مرورًا بالمتوسط وصولًا إلى الكبير.
فيا ساسة الولايات المتحدة الأميركية، عودوا إلى الأصالة، عودوا إلى الحكمة، عودوا إلى مبادئ جورج واشنطن، لا إلى قذارة اليوم وقرف اليوم ليعيش العالم اليوم وغدًا أسمى أوقات حياته رأفة بالضحايا كما في الفيلم الأميركي الطويل مع المرحوم زياد الرحباني... وإلّا أفنى العالم بعضه بعضًا ومضى آمين...!!!
نبض