زلزال دمشق يضرب في كسروان: تصفية "الطرماح" ونهاية زمن الحصانة
نانسي اللقيس
لم تكن جثة غسان النعسان، الملقب بـ "الطرماح"، التي عُثر عليها في بلدة "أدما" اللبنانية مجرد حادثة جنائية عابرة، بل هي الإعلان الرسمي عن انتقال "الحساب الكبير" من دمشق إلى بيروت. فبعد عام على سقوط منظومة الأسد، أثبتت السلطة الجديدة أن الحدود اللبنانية لن تكون "منطقة أمان" لمن استباحوا دماء السوريين لسنوات.
الرسالة خلف "كاتم الصوت"
أن يتم الوصول إلى قائد "فوج الطرماح" –أحد أشرس أذرع الفرقة 25– في عمق منطقة كسروان، يعني أن الغطاء قد رُفع تماماً. السلطة في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، لا ترسل اليوم رسائل دبلوماسية، بل تفرض واقعاً ميدانياً مفاده: "من نجا من معارك الشمال والوسط، لن ينجو من اليد الطويلة التي تلاحق الفلول أينما حلوا".
لبنان.. من "ملجأ" إلى "فخ"
لسنوات، احتمى شبيحة النظام السابق بعباءة "حزب الله" وبسطوة السلاح الميليشياوي، لكن في عام 2025، انقلبت الآية. الحزب الذي يعاني من انكسار استراتيجي بعد سقوط حليفه في دمشق، يقف اليوم عاجزاً عن حماية حتى أدواته السابقة. اغتيال الطرماح هو شهادة وفاة لعصر "الاستقواء بالميليشيا"؛ فالمناطق التي كانت تُعتبر هادئة أصبحت اليوم ساحة مكشوفة أمام أجهزة استخبارات تملك "داتا" كاملة عن كل تحركات المطلوبين.
"جردة حساب" شاملة
المعلومات المسربة عن وجود لوائح بأسماء ضباط ثقلاء، مثل غياث دلا وغيره، تشير إلى انطلاق عملية "تطهير" ممنهجة. دمشق اليوم ترفض وجود أي جيوب تابعة للنظام البائد في الخارج، خاصة أولئك الذين يحاولون التنسيق مع أطراف دولية أو تحريك خلايا نائمة في الساحل السوري. مقتل الطرماح هو الإنذار الأخير لكل من ظن أن الصمت أو الاختباء خلف الهويات المزورة سيحميه من دفع الفاتورة.
لقد انتهى زمن الإفلات من العقاب؛ فاليد التي هدمت أسوار سجن صيدنايا وحطمت أصنام السلطة في دمشق، أثبتت أنها قادرة على الوصول إلى أي شقة في بيروت أو جبل لبنان. بالنسبة للسوريين، ما حدث في كسروان ليس إلا بداية لعدالة طال انتظارها، ورسالة واضحة لكل ضابط هارب: "الأسد الذي كان يحميكم بات لاجئاً في موسكو، والأرض تحت أقدامكم بدأت تضيق".
نبض