ياسر أبو شباب صفة اخرى من العمالة سقطت

منبر 16-12-2025 | 11:53

ياسر أبو شباب صفة اخرى من العمالة سقطت

تداولت وكالات الأنباء في العالم قبل أيام خبر مقتل ياسر ابو شباب قائد مليشيا "القوات الشعبية" في رفح كأحد أنباء اليوم التالي للحرب الأخيرة على غزة، وعنونت الواقعة أفول صفحة أخرى من العمالة التي زرعتها إسرائيل في رقعة الحرب لتشتيت عمليات المقاومة وإقحامها في نزاع داخلي، وخلق جبهة ثانوية عنوانها "الميليشيا التابعة" في مواجهة المقاومة.
ياسر أبو شباب صفة اخرى من العمالة سقطت
ياسر أبو شباب (انترنت)
Smaller Bigger

صبري الرابحي - تونس

 

 

 

تداولت وكالات الأنباء في العالم قبل أيام خبر مقتل ياسر ابو شباب قائد مليشيا "القوات الشعبية" في رفح كأحد أنباء اليوم التالي للحرب الأخيرة على غزة، وعنونت الواقعة أفول صفحة أخرى من العمالة التي زرعتها إسرائيل في رقعة الحرب لتشتيت عمليات المقاومة وإقحامها في نزاع داخلي، وخلق جبهة ثانوية عنوانها "الميليشيا التابعة" في مواجهة المقاومة.
من هو ياسر ابو شباب وكيف أصبح عنوانا للميليشيا الرديفة؟
ولد ياسر ابو شباب سنة 1993 في رفح جنوب قطاع غزة لقبيلة الترابين إحدى أكبر القبائل البدوية في المنطقة، وهي المعروفة بانحيازها للمقاومة ودفاعها عن الحق الفلسطيني. غير أن ياسر ابو الشباب كان الاستثناء من حيث سلوكه الإجرامي والعدائي وبخاصة نشاطه في تهريب المخدرات وتوزيعها في القطاع، مما جعله يكنى بـ"بابلو اسكوبار غزة" وهو ما لم يدم طويلاً قبل أن توقع به الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس" ويتم سجنه والقضاء بإدانته والحكم عليه بـ25 سنة من السجن النافذ بداية من سنة 2015.

غير أن اندلاع الحرب في أعقاب عملية طوفان الأقصى سنة 2023 منح ابو شباب فرصة الهروب من سجنه غرب مدينة خان يونس على اثر القصف الإسرائيلي على المنطقة، مما جعل اسمه يطفو على الساحة مجدداً بعنوان جديد وهو قيادة ميليشيا شعبية لحماية السكان وفرض الأمن وإحلاله، وهي الصورة التي تخفي تعاونه مع إسرائيل وتحوله ورقة جديدة لمحاربة المقاومة على الأرض من داخل القطاع، وبالتحديد عبر أحد أهم المنافذ إلى غزة، قبل أن ينكشف مخطط التعاون من خلال تدخل ميليشياته لنهب المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم ابو سالم ودخوله بوجه مكشوف في مواجهة مع "حماس".
أدوار ياسر أبو شباب في القطاع
لا يمكن الاكتفاء باعتبار أن تجنيد ياسر ابو شباب كان يهدف إلى خلق عدو جديد للمقاومة من داخل القطاع فحسب، وإنما يتجاوز الأمر ذلك إلى محاولة صناعة نسيج مجتمعي حول فكرة عداء "حماس" من الداخل، عبر استغلال أبناء القبائل والعناصر المنشقة عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومحاولة توسيع الانتماء العددي إلى هذه الميليشيا.
 وهذا هو الهدف المركزي لإنشاء هذه القوة المسلحة التي عملت بالتنسيق مع الشاباك على تخصيص مكان آمن للغزاويين في الجنوب، وإظهاره على أنه الملاذ الذي تحرسه والذي تسير فيه الحياة بشكل عادي لمحاولة التأثير على النازحين واستقطابهم وبالتالي تحويلهم الى درع بشرية لتمركزها في مواجهة المقاومة، تحت غطاء من المسيرات والمدفعية الإسرائيلية التي تكفلت التأمين المجالي للمنطقة وتأهيلها لتكون قاعدة بناء المجتمع المنحاز لأبو شباب والمناوئ للمقاومة، وإخراجه على أنه مخلص الفلسطينيين من حرب "حماس" مع إسرائيل في توقيت حساس أنهكت فيه الحرب الغزاويين وشردتهم داخل مساحات واسعة من القطاع.
لحظة المواجهة وانكشاف الدعم الإسرائيلي:
مثلت مرحلة توقيع اتفاق وقف النار لحظة انطلاق المواجهة المباشرة بين ميليشيا ابو شباب وقوات المقاومة بسبب إعادة الانتشار التكتيكي للفصائل في غزة، وانحسار التمدد المجالي للقوات الشعبية التي يقودها في منطقة ضيقة خلف خطوط العدو. وهو ما سهل تعقبها وتحييدها على الأرض وبخاصة مكاشفتها بحقيقة أدوارها المشبوهة وتعاونها مع إسرائيل.
إعلامياً، صدر العديد من التقارير التي أشارت بوضوح إلى أن إسرائيل استقطبت ياسر ابو شباب ومجموعته، ومكّنته من العتاد اللازم للسيطرة على مناطق مهمة في رفح.
أحد أهم هذه التقارير هو ما ورد في صحيفة "هآرتس" العبرية في منتصف أيلول\سبتمبر الفائت والذي نقلت فيه بوضوح تنسيق الشاباك مع ميليشيات محلية في غزة، وتمكينها من الإمكانات العملياتية واللوجستية لمواجهة المقاومة، في مقابل وعود بمزيد من بسط النفوذ وتلقي الأموال. 
وهو ما أكدته "حماس" عبر أجهزتها الأمنية في القطاع، والتي توصلت إلى معلومات مؤكدة عن محاولة الاحتلال استمالة عدد من القبائل وفشلها في ذلك، وفي المقابل نجاحها مع أبو شباب الذي سرعان ما أعلنت قبيلته تبرّؤها منه ورفضها الزج باسمها في إحدى أسوأ صفحات العمالة.

مقتل ابو شباب وسقوط ورقة الميليشيا في القطاع:
سرعان ما انتشر في أوساط إعلامية عدة خبر مقتل ابو شباب وتحول خلال ساعات إلى أحد أهم الأخبار التي تعكس مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وبخاصة سقوط ورقة الميليشيا التي راهنت عليها إسرائيل.
لكن، هل كانت هذه هي أولى محاولات إسرائيل؟
أعادت مليشيات ابو شباب إلى الساحة فكرة إنشاء روابط القرى التي ابتكرتها إسرائيل أواخر السبعينات لإدارة مناطق واسعة بالضفة الغربية، عبر تنظيمات تابعة لها من القبائل الفلسطينية تحت عنوان إدارة الجوانب التنظيمية في حياة الفلسطينيين.
هذه الفكرة تتقاطع مع فكرة الميليشيا في محاولتها شق الوحدة الوطنية وصناعة كيانات متعاونة مع إسرائيل لتحقيق أهدافها التوسعية وتحويل المواجهة إن وجدت إلى مواجهة فلسطينية-فلسطينية، وبخاصة مواجهة تنامي نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة، وبالتالي شكلت تجربة مليشيات ابوشباب استنساخا لهذه التجربة.
إذن طويت صفحة ياسر ابو شباب غير مأسوف عليها كتجربة أخرى لمحاولة شق الصفوف وزرع كيانات تخدم إسرائيل من داخل النسيج المجتمعي الفلسطيني، في إحدى أهم اللحظات الفارقة من تاريخ الصراع.
لكن يبقى أهم ما يؤكد أن التجربة انتهت فعلياً هو قيامها على البعد الزعماتي، وبخاصة انكشاف الغطاء القبلي بمجرد إصدار قبيلة الترابين لبيانها الذي جددت فيه انحيازها للمقاومة وللصف الوطني، وبالتالي تعرية هذا التنظيم الذي كان يتحرك خلف زعيمه المركزي رأساً، والذي قضى ككل المتعاونين بطريقة تليق به ويصعب تفكيك تفاصيلها، لكنها سوف تشكل الى وقت طويل علامة على نهاية الخيانة وتفكيك أسسها واستبعاد المعطى القبلي من تكوينها لتؤكد مجدداً وحدة الصف الفلسطيني.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

دوليات 12/14/2025 3:19:00 PM
تحوّل صاحب متجر الفواكه أحمد الأحمد إلى "بطل بوندي" بعدما انتزع سلاح أحد المسلحين خلال هجوم على احتفال الحانوكا في شاطئ بوندي بسيدني، منقذًا عشرات الأرواح قبل أن يُصاب ويُنقل إلى المستشفى.
دوليات 12/15/2025 1:50:00 PM
يقضي الأطفال ووالدتهم معظم وقتهم في التسوق، ويملأون منزلهم الروسي الجديد بالسلع الفاخرة، بحسب مصدر قريب من العائلة.
دوليات 12/15/2025 2:38:00 PM
تحدّثت تقارير عن صلة محتملة لإيران واستخباراتها بهجوم سيدني.
العالم 12/14/2025 11:00:00 PM
الأب لقي حتفه بينما يرقد الابن في المستشفى.