هيكل مخايل... في رحاب هيكله الأبدي
برحيلك يا هيكل رحلَ جزءٌ كبير من دفء الجرود، ومن صخب الهدوء، ومن سكرة العاقل، وصمت الريح، ومن حكمة الرّعيان.

وجرود القبيات-لبنان، برحيلك، خسرت سنديانة عتيقة، وصخرة عنيدة من صخورها... ومساحة من النقاء والشهامة وروح التسامح وخميرة العطاء... وجزءاً من هذا الترهّب المفعم بالإيمان الحقيقي المعطر بطيب بخور الأرض.
اليوم تودع القبيات "غزيلها" النبيل... فهل سيبقى جرد؟
القبيات بعد غيابك كما كانت؟
ألم فقد الأحبة قاس على المحبين والأصدقاء... لكن طيفك - يا عزيزي - لا بدّ سيبقى جوالاً في مسرحك "اللامعقول"، في رحاب هذه البلاد التي اخترتها موطناً أبدياً لجمال روحك؛ في الريح إن عصفت، والثلج إن أوصد الأبواب، والضباب إن عمّ، ورائحة النبيذ المعتق، وأزهار الربيع وخضرة المواسم وجني المحاصيل في الصيف، والنسيم العابر في الليل كأرجوحة تهزنا لنغفو على حلم اسمه هيكل...
نم بأمان يا عزيزنا... فلكل منا أوانه...وساعة أمانه.
وداعاً هيكل.
*هيكل مخايل ابن القبيات -عكار الذي ترك المدينة ليعيش حياة الريفي المتقشّف، حارس الأرض وعاشق الغابات، بطل فيلم "ميل يا غزيّل" للمخرجة إليان راهب.
نبض