روح الله و مسؤولية الضمائر
الاب ادغار الهيبي
في تذكار زيارة مريم العذراء لنسيبتها أليصابات، بحسب طقس الكنيسة المارونية، استقبل لبنان قداسة الحبر الأعظم في زيارة تاريخية إلى لبنان تحت عنوان رسول السلام.
عندما وقع سلام مريم في أذني أليصابات ارتكض الجنين في أحشائها. جنين اسمه يوحنا "الله تحنّن" سبق وتكوّن بقدرة الله العظيم، إله الرجاء، إله الحب الخصب، في أحشاء أليصابات. وكأن حضور مريم الحاملة بحامل الأكوان لا ياتي بسلام ولا بخلاص من خارج بل من داخل الإنسان، صانعه الحقيقي هو روح الله.

نعم، إن زيارة البابا لا تأتينا بالسلام من خارج بل من داخل كلّ واحد منا. سلام ينبع من روح الحق الفاعل فينا. أولى ثماره أن تختلج الحقيقة في ضمائرنا، أن تتحرّك الأخوّة في علاقاتنا، أن يتجدّد النقاء في فكرنا، أن يندثر الفساد من أعمالنا، أن ينتصر الوطن في وجداننا.
عندها، وعندها فقط، تفوح التوبة سلاما وعدلا وفرحا وأمانا
الزيارة هي دعوة للحق الذي يرتكض في كيان كلّ واحد منا كي يكون "سابقًا" لإعداد الحقوق والعدل في أرجاء الوطن، عبر قيام إنسان مسؤول يبني المؤسّسات ويعطي الأولويّة للخير العام، ويقيم أعمدة الدولة السيدة والحرّة والمستقلّة، دولة حصن لجميع أبنائها دون تفرقة ولا إقصاء ولا تمييز.
زيارة مباركة لروح الحق في ضمير كلّ لبنان.
نبض