مجرّد إشعار
أحلام محسن زلزلة
لست محاطًا بعدسات الكاميرا أينما تواريت، ولا ترافقك موسيقى تصويرية كلّما خطوت.
مسكين!
تنتفخ بهالتك الكاريزميّة فتعتقد أنّك برمشة عين تُضيء الكواكب وتُطفئها، وبإشارة تُدير الأرض وتوقفها!
تتوهّم أنّ البشرية مرهونة بخطواتك لتسير...
لا...
اصحَ من غفلتك!
دعك من اعتقاد أنك مبهر، حدث فارق في الكرة الأرضية!
لا أحد يهتمّ لحذائك المتناسق مع الحزام، ولا لأفكارك التي تنتقيها لتبدو أكثر عمقًا.
تمرّ في الحياة مثل شهابٍ يتخطّاه الجميع، ولم يثر فضول أحد. أما سقوطك... فلا يستحق دقيقة صمت ولو محلِّيّة.
الناس مشغولون بأنفسهم، مثلك تمامًا! ومصيبتك فائدة لغيرك.
كل امرئ يعتقد أنه وحيد زمانه، وأن العالم يدار بإصبعه.
تبني لنفسك أسطورة من حجارة الأوهام، وتفسّر التهميش على أنه مؤامرة ضد عظمتك.
لكن الحقيقة: أنت مجرد إشعار مزعج يُحذَف قبل أن يُقرأ.
تمرّ في حياة الناس كخبر عاجل، لا يلبث أن يُمحى بعاجلٍ آخر.
بصراحة !
لا أحد يعرفك أو يشعر بك ليتآمر على ألوهيّتك الّتي لا يشعر بوجودها غيرك!
وإن اختفيت لن يُنكس لك علم، ولن تبكيك نجوم السّماء، وقد تُنزع صورك من الجدران لتُستخدم كفراش تحت أوعية طعّام القطط.

إيّاك وخيبة التّوقّعات!
الشّمس لا تحتاج تنهيدتك لتشرق، والحياة لا تحفظ عبورك الثّانوي فتقبّل…
إن جبروتك لا يتجاوز جمجمتك، وحجمك رقم صفر. أما روحك... فلا يحتضنها إلّا الموت.
دعك من وهم الفرادة، فالعالم مزدحم بالمتوهمين.
ودع عنك خرافة أن العالم لا يقدّر وقعك، والسِّير لا تمضي من دون أن تمرّ بك.
العظماء وحدهم من يشكّون في أهميّتهم، لكنّهم لا يرتكبون التّفاهات.
أما أنت فقنديل فارغ من الزّيت،
ملقى في زاوية لا تحتاجها العتمة،
ولا حتّى اللّيل يجد فيك صديقًا يؤنس صمته.
نبض