" إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ "

منبر 03-12-2025 | 09:27

" إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ "

قال بولس:"إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ، كَأَنّا مَجعولونَ لِلمَوتِ، لِأَنّا قَد صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ وَحَتّى هَذهِ ٱلسّاعَةِ نَجوعُ وَنَعطَشُ، وَنَعرَى وَنُلطَمُ، وَلا قَرارَ لَنا. وَنَتعَبُ عامِلينَ بِأَيدين". 
" إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ "
تعبيرية (مواقع تواصل)
Smaller Bigger

الاب ايلي قنبر 

 

 

 

قال بولس:"إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ، كَأَنّا مَجعولونَ لِلمَوتِ، لِأَنّا قَد صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ وَحَتّى هَذهِ ٱلسّاعَةِ نَجوعُ وَنَعطَشُ، وَنَعرَى وَنُلطَمُ، وَلا قَرارَ لَنا. وَنَتعَبُ عامِلينَ بِأَيدين". 
إذا توقَّفتم ولاحظتم الواقع، هل تجدون خلفاء الرسُل، اليوم، آخِري الناس، لا اعتبار لهم ولا مكانة بين الناس؟ إن نعم، فلِمَ؟ هل يحترم خلفاء الرسُل أخواتهم وإخوتهم ويُعاملونهم كما يُريدون أن يُعامَلوا؟ هل هُم "مجعولون للموت" أَم يموت ناسهم ألفَ ميتةٍ وميتة؟ هل خلفاء الرسُل، اليوم، يُشكِّلون"مشهدًا للعالم"؟ ولِمَ؟ هل "يجوعون ويعطشون ويُعَرَّون ويُلطَمون، ولا قرار لهم ويتعبون عاملين بأيديهم"؟ هل هم مُضطَهَدون وملاحَقون  كما في الأيّام الخوالي وفي مطارح معيَّنة من الأرض أَم  هُم "شركاء" في السلطة مع الساسة في لبنان؟ لقد اختَطّوا لأنفسِهم خطًّا سياسيًّا وصاروا "مرجعيّات" تصوغ سياسات في الدولة(راجعوا الدستور والقوانين  الموضوعة والتعيينات في مؤسَّسات الدولة والمُحاصَصات) "صنعوا" لأنفسهم مكانة فوق الأخَرين بحيث لا يُمَسُّوا ويكون كثيرون في خدمتهم وطاعتهم. لقد اختَطّوا لأنفسِهم خطًّا سياسيًّا وصاروا "مرجعيّات" تصوغ سياسات في الدولة (راجعوا الدستور والقوانين  الموضوعة والتعيينات في مؤسَّسات الدولة والمُحاصَصات) و"صنعوا" لأنفسهم مكانة فوق الأخَرين بحيث لا يُمَسُّوا ويكون كثيرون في خدمتهم وطاعتهم. صحيحٌ أنّ بكُركي حاولت تقليد الفاتيكان  و"الكورِيا" - الدوائر (الوزارات) تحديدًا، ولكن من الخارج وحسْب. هذا ولم يُلمَس سَعيُها، مِثل البابا فرنسيس، إلى زيارة بعض الفقراء حيث هُم. بل تركتهم يأتون صاغرين إلى مؤسَّسات الكنائس التي لم تَعرف كيف تدخل عالم التنمية المُستَدامة وطرائقها في مُكافَحة الفقر.

 "كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ"[  أشعيا 53: 7] 
"هُوَذا حمَل الله"، أشار يوحنّا المعمدان إلى تلاميذه، فتَبِع اثنان منهم يسوع فورًا وأَرادا لقاءه شخصيًّا. وبالرغم من مُعاشَرتهم ليسوع طيلة ثلاث سنوات، مع زملائهم، اضطُرّوا يسوع أن يؤنِّبهم بقوّة:"حتّى متى اَحتملُكم يا قليلي الإيمان؟"[  متّى 17: 17] 
الحمَل الفِصحيّ كان رمزًا لـ"المسيح المُنتَظَر"-ابنِ الانسان الذي "يبذل نفسه عن أحبّائه"[  يوحنّا 15: 13]- أصدقائه[  يوحنّا 15: 15 ] بِلَا توقُّف، الذي أتى "يُخرِجُهم من أرض العُبوديّة" إلى "أرض الحُرِّيَّة"ـ حَرِّيَّةِ بنات وأبناء الله[  روما 8: 21]. لم يستسِغ رؤساء كهنة يهُود عَصره ولا فرِّيسيِّيه "مَسحَتَه"، فرفضوه كـ "مسيح" حتّى الساعة. ليسوا وحدهم يرفضون مفهومه أو فِكره "المسيحانيّ" لأنّهم أرادوا أن يكسر الرومان المُحتَلِّين ويطردهم، ليَستَولوا على السلطة ويُنَصِّبوه ملكًا عليهم. في وقتٍ "سيقَ" يسوع "كحَمَلٍ إِلى الذَّبْحِ، كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ"[  أشعيا 53: 7]. اللّه لا يتعامل بمنطق "سلام القوّة" الاستِعماريّ بل بمنطق الحبّ والرحمة والتعاطف.
وعلى خُطى رؤساء اليهود يسير بعضٌ من مسيحيِّي لبنان مع سُلُطاتهم الإكليروسيّة والرهبانيّة، مُريدين وطنًا قَوميًّا لهم. الفكرة لم تُبارِحهم، بل تُدَغدغهم إذ يرَون في الصهيونيّ "مُعينًا" يؤازرهم في مشروعهم، وهو "يتَوَسَّلُهم" لفَرض مشروعه الاستيطانيّ الواسع في الشرق العربيّ. "السلام بالقوّة" – بالسلاح - الذي يتوَسّله ثُنائي "ترامب" - "نِتِن-ياهو" يتناقَض مع السلام - المَنزوع السلاح والنازِع له - القائم على العدالة الذي يوَدّ أن يُرسيه البابا لاوون الرابع عشر إنطلاقًا من ثلاثيّة يَرفعها: الحقيقة، المحبّة، الوَحدة.
ولنَفهم كيف نكون مُقَيَّدي الأيدي ولا قرارَ لنا، يُلاحِظ نِعُوم تْشُومْسكي أن "هناكَ سبباً لأجله يُحَرَّف التاريخ، ويكمُن في جعل الناس تَعتقد أن وَحدَهم *الكبار* هُم مَن غيَّروا العالم". وهو يَرى فيها " طريقة مُلتَبِسة لإقناع العامّة بأنّهم لا حَولَ لهم ولا قوّة، وبأنّهم عقيمون، وأن يجب أن ينتظروا شخصاً استثنائيًّا ليتَحرّك بدلًا منهم".

 

 "يا مُعَلِّم، أَينَ تَسكُن؟"
جاء في  رواية يوحنّا للإنجيل أنّ تلميذَين للمعمدان غادراه بعد إشارته إلى"حمَل الله" المارّ بهم. وإذ كان المعمدان واضحًا في موقفه :"لهُ أن ينمو، ولي أن انقُص"، تبِعا يسوع سائرَين وراءه كَظِلِّه، فشعَر بهما واستفسر:" ماذا تُريدان"؟ فسألاه:" يا ربّ، أين تسكن"؟ ودعاهما للحال إلى بيته[  يوحنّا 14: 23:"إن أحبَّني أحد، ...ويُحبُّه أبي، وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" أو "نجعل مُقامنا"].. جالساه، تواصلا معه، عشِقاه، ولم يُرِيدا المغادرة، على ما حدَث مع مريم التي كانت "تجلس عند قدمَيه تسمع كلامه". لكن لا بأس، فسَيَبقَيَا على صلةٍ به. أندراوس أبَى أن يحتفظ بهذه العلاقة لنفسه، فأسرع إلى أخيه سمعان وأخبره، ثُمَّ أتى به إلى يسوع الذي أسَّس لمستقبلٍ مختلف له: "أنتَ صخر، وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي"[  متّى 16: 18]. أنتَ "صيّادَ بشرٍ"[  متّى 4: 19] لي. وكلٌّ منّا مدعوّ لأن يكون صديقًا(ةً)[  يوحنّا 15: 15] ليسوع ولكلّ أخ(ت) في الإنسانيّة وأن يمكث مع يسوع ومع الإنسان  - كلّ إنسان وكلّ الإنسان، وأن يصِلَ الجميع بيسوع -"المسيح". ونحن، هل نُريد أن نُجالس يسوع وأن نَقبل روحه؟  هل عرَفنا تلك الساعة، الـ "ساعة بِ قُرب الحبيب، أحلا أمل في الحياه"؟ هل نأتي بأحبّتنا إلى يسوع كما فعل اندراوس الـ"وسيط"لشقيقه ولكثيرين ليعرفوا يسوع ويُقبِلوا إليه ويكونوا صديقات وأصدقاء له (يوحنّا 15: 15). هل "نحن سُفراء المسيح"(بولس) لدى أخواتنا وإخوتنا؟  
أخيرًا، يبقى أن نعرف الإجابة عن السؤال:"ماذا تُريد(ان)؟"  مَن تُريد(ان) أن تكون(نا)؟ كلّ واحد(ة)  يريد أن يكون محبوبًا، أليس كذلك؟














العلامات الدالة

الأكثر قراءة

آراء 12/2/2025 4:15:00 AM
ليس في صالح أهداف الزيارة تحويل الحدث كمفصل تاريخي بين وضعيتين؛ أي أن ما قبل الزيارة وخلالها تعيش البلاد هدنة تخفِّف من حدِّة الاعتداءات الإسرائيلية، وما بعد الزيارة ستحصل حرب مُدمِّرة ضروس، ستقوم بها إسرائيل ضد لبنان...
النهار تتحقق 12/2/2025 2:17:00 PM
"اغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا". صلاة يردّدها الأمين العام السابق لحزب الله، رافعاً يديه، في فيديو قيد التداول. ما القصة؟ 
لبنان 12/2/2025 10:11:00 PM
 آموس هوكشتاين: لبنان اليوم ورئيسه هما الأكثر موالاة للغرب على الإطلاق.
لبنان 12/2/2025 6:23:00 PM
في وقت سابق اليوم، وصل البابا لاوون الرابع عشر إلى موقع انفجار مرفأ بيروت.