الاستقلال الذي نطمح إليه
ايلي شحادة
في مثل هذا اليوم، نحتفل بعيد استقلال لبنان، عيد الاستقلال الذي انطلقت شرارته من قلعة راشيا الوادي، رمز الشجاعة والصمود، حيث بدأ الأجداد كفاحهم لنيل الحرية ورفع راية الوطن عالياً. ولكن الاستقلال ليس مجرد تاريخ نخلده، بل هو واجب تحقيقه في كل يوم عبر رسالة حيّة تحثنا على الحفاظ على ما تبقى من كرامة في لبنان والسعي إلى وحدته الحقيقية وتقدمه.
الاستقلال الذي نطمح إليه اليوم يشمل الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. نحن بحاجة إلى وطن قادر على توفير العدل والحق لمظلوميه، والكرامة لمواطنيه، والعلم لطالبه، والطبابة لمحتاجيها، وفرص العمل لشبابه، والشيخوخة الكريمة لكباره، واقتصاد يحقق الاكتفاء الذاتي، ونظام يحمي حقوق المواطنين ويكفل العدالة للجميع، ويرد الودائع المنهوبة. وطن يحفظ الهوية والحرية الدينية والإنسانية، وطن مع قوة الدولة التي تحقق الأمن في الداخل وتحميه من الخارج.

ولكي يكون الاستقلال حقيقيًا، يجب أن تُنهى دويلة الفساد والإجرام الظالم وحيتان المال المعمرين، المستعمرين داخل الدولة، الذين يعرقلون تطور الوطن ويستنزفون موارده. الاستقلال يعني أن يعيش اللبناني حرًا في وطن يتمتع بالعدالة والمساواة، بعيدًا عن الاستغلال والمحسوبيات.
في عيد الاستقلال هذا، لنجدد العهد بحماية لبنان والعمل معًا من أجل مستقبل يليق بأبنائه، مستقبل يعكس عزتنا وكرامتنا، ويحقق ما نطمح إليه، وطنًا قويًا حرًا وعادلاً.
نبض