أ. أحلام محسن زلزلة

علام أذرف دمعي؟
على عجوزٍ يدفع ثمن عمره كسرةَ خبز،
أم على مريضٍ يستمدّ الهواء من كرتونة في يده؟
أم على كاذبٍ ينتقده الكذب؟
لن أكفّ عن حبّ بلدي،

أحبّه وإن سلبوا رزمة الأتعاب من مصرفي

وأخفوا الدواء… وأعشاب العطارة.

يعاقبونني على صحّتي،
وإذا مرضت، أعلّق حجاباً في كتفي،
أشكو إلى الله قلّة حيلتي…
فيسرقون رحمة الله من دعائي وتضرّعي،
وإن دعوتُ بالخفاء، اتهموني بالشعوذة!

بلعتُ الموس، يا ربّ موسى،
فبلّغوا عن "عملية تهريب أسلحة" في حنجرتي!
هاجمتم مطبخي، سرقتم رغيفي،
ومن غرفة نومي… سلبتم غطائي.
مزّقتم أجفاني وحلمي،
اقتلعتم أوراق التّين من حديقتي،
وما كفاكم!
فككتم صنبور الماء،
وحرقتم حزمة النّور في أملي.
فصار وطني ومنزلي في جيوبكم.
أصواتنا في قلب المحرقة…
ونسأل: أين الدولة؟
وكلّ الدولة تبكي، تطالب الدولة بالحل!

نفد مخزون البكاء،
ولم يعد يكفي،
فمن سيسكب دموعه غيري على وطني؟
ليت الألقاب والرُتب تحترق كما احترق وطني.
ليت المجرم يغرق بالعتمة كما غرق أملي.
وقفنا في صفّ المدرسة،
في صفّ الطائفة،
في صفّ الغاز،
في صفّ الانتخابات
في صفّ الموت…
حضرنا في كلّ الصفوف،
إلا الصفّ جنب الوطن!
كنتُ وحدي هناك،
مع مصطاف… وعصفور على الشّجرة.
لا سامح الله من يوقف دمعي ووطني يبكي،
ولا سامح الله من تلذّذ بدمعي،
ورضي بمذلّتي.
وما كفاكم!