أنا هي الحرب…
ناريمان الناشف
وأنا في طريقي إلى ما بعد الثلاثين
عبرت ما يقارب نصف خصوبتي كامرأة
عام جديد أتقدم فيه وأخسر النصف الآخر من عمر خصوبة بويضاتي
أهدر احتمالات أطفال جديدة
وأتجاوز احتمال أن أكون أمّاً
وأنا في طريقي إلى المزيد من الأسئلة
بلا إجابات وبلا احتمالات
يتساقط مني باستمرار خصلات شعري، رفاقي، أحلامي
والكثير من الأقلام والدفاتر
أحاول تحرير جسدي من الخواء الذي يحتله
إنه ممتلئ بالشوك…
عزفت عن النزف منذ فترة
جفّت دماء أقلامي
تجاهلت جميع الأحاديث التي تدور في رأسي
حبست كل الأفكار الشرسة التي جالت في خاطري
ومشيت لا أعرف كيف أتنفس
أجزم أني رأيت روحي أمامي…
كان العويل يتخمّر في أضلعي
وأنا في طريقي إلى عمر العنوسة
في رصيدي كتاب وشهادة جامعية
وخبرة من السنين السرمدية
في أذنيّ أقراط للوفاء

وفي عنقي قلادة للصلاة والرجاء
تضرم النار في راياتي
وفي فجرٍ بارد، خلعتُ أنوثتي كما تُخلع الدروع،
وأطلقتُ رصاصتي الأخيرة في صدر الانتظار.
سكتَ الكون لوهلة…
ظنّوا أني متّ.
لكنّي كنتُ أتنفّس من رمادي.
خرجتُ من بين الركام بلا اسمٍ
امرأةٌ دون ألقاب،
تسير بثباتٍ فوق جثث أحلامها،
وتضحك… لأن الموت أخيراً خسِرني.
نبض