تطوير المناهج في لبنان: خطوة نحو تعليم حديث ومواكب للعصر
طوني خليل
يشهد لبنان اليوم ورشة تربوية واعدة تتمثل في الورشة التي يقوم بها المركز التربوي للبحوث والإنماء لتطوير المناهج التربوية، وهي خطوة طال انتظارها بعد عقود من الجمود التربوي. هذه العملية لا تقتصر على تحديث الكتب أو إدخال تقنيات جديدة فحسب، بل تعكس رؤية شاملة لبناء تعليم يواكب التحولات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية في العالم.
أهمية هذا التطوير تكمن في أنه يضع التلميذ في قلب العملية التعليمية، فينتقل التركيز من التلقين والحفظ إلى تنمية التفكير النقدي، الإبداع، وحل المشكلات. كما أن إدخال مواضيع معاصرة مثل التربية الرقمية، التعليم البيئي، ومهارات المواطنة العالمية يعزز من قدرة الجيل الجديد على مواجهة تحديات المستقبل.

إيجابية هذا المشروع تتمثل أيضاً في انفتاحه على الشراكة مع الأساتذة، الجامعات، والمجتمع المدني، مما يجعل عملية التطوير عملية تشاركية تعكس حاجات المتعلمين والمجتمع. إضافة إلى ذلك، فإن ربط المناهج الجديدة بسوق العمل المحلي والإقليمي يعطي للتعليم قيمة عملية ويخفف من أزمة البطالة بين الشباب.
ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها لبنان، تبقى إرادة التغيير والإيمان بأهمية التربية نقطة مضيئة تعطي الأمل. فالمناهج المطوّرة هي استثمار في الإنسان اللبناني، وفي بناء جيل قادر على الإبداع، الصمود، والمساهمة في نهضة الوطن.
إن تطوير المناهج ليس مجرد تعديل أكاديمي، بل هو خطوة استراتيجية نحو مستقبل أفضل، حيث يصبح التعليم حقاً أساسياً وجودته معياراً لتقدّم المجتمع.
نبض