النبي جبران

منبر 10-10-2025 | 14:11

النبي جبران

‏ما أحوجنا إلى المصطفى في كتاب النبي للكاتب الأديب العظيم جبران خليل جبران في هذا الزمن الرديء الذي شحت فيه القيم والاهتمام بروح الإنسان.
النبي جبران
جبران خليل جبران
Smaller Bigger

‏ريمون مرهج

 

 

‏ما أحوجنا إلى المصطفى في كتاب النبي للكاتب الأديب العظيم جبران خليل جبران في هذا الزمن الرديء الذي شحت فيه القيم والاهتمام بروح الإنسان. كم نحن بأمس الحاجة الحتمية الملحة لمصطفى ثان يزور وطني والعالم أجمع ليحدث الأجيال عما غفل وسها أولياؤهم إطلاعهم وإخبارهم عن قيمة الروح وغاية وجودهم في هذه الأرض وأسرار ما يختلج في أعماقهم منذ ولادتهم لكي يدركوا معنى الإنسانية والمشاعر الصادقة النبيلة التي تزين أنفسهم وتزهر بها أجسادهم إن عاشوا بها. 

‏أين المصطفى الكائن في حنايا روح جبران ليخبرنا عن المحبة الحقيقية لا المزيفة وكيف نصل إليها ونحيا بها، ليكلمنا عن الشرائع العادلة التي تحمي الإنسان لا أن تظلمه وتقيده، عن أولادنا وكيف نحرسهم دون أن نسجنهم بأفكارنا وأحلامنا ومصالحنا فنهدف إلى أن يكونوا كما نشاء نحن لا كما وهب الله فيهم الحياة والمستقبل. أين المصطفى ليشرح لنا معنى العطاء والجمال فلا نستغلهم من أجل الشهرة والمظاهر المادية الخادعة، وليحذرنا من سوء استعمال الحرية واللذة لأجل كل أمر رخيص وفانٍ نؤذي بهما الآخر ونغتال الروح من أجل الجسد. هل يأتي المصطفى ثانية ليعلمنا الصلاة والتحدث مع الله الموجود بيننا في حياتنا فنرى عظمته في شموخ الجبال وابتسامته على ثغور الأزهار وعطاءه عند الكروم والسنابل والأمطار ونسمع صوته في تغريدات الطيور وهبوب الرياح. كل هذه الأمور والكنوز الروحية قد اختفت من مجتمعاتنا وبيئتنا وصارت المادة والآلة والشر هي المسيطرة والحاجبة عنا نور حقيقة الحياة وسر تكاوينها. ليته يأتي مجدداً ليبين ويشرح لنا عن العدالة والظلم، عن الحياة والموت، عن الخير والشر. لنعلم معنى الزمن وجدوى العمل وأهمية الزواج والعائلة. 
‏حينما خط الأديب العظيم جبران خليل جبران  كتابه بمداد روحه كان الناس آنذاك ما زالوا يحيون بالروح والجسد معاً، وكانت القيم والأخلاق والضمائر حية في أعماقهم ولو بجزء يسير فكان شرحه هيناً وسهل الاستيعاب والإدراك لأنها كانت تنساب إلى قلوبهم الطيبة المؤمنة بالخالق وبالخير ولكن اليوم غدا الأمر صعباً للغاية، فما كتبه جبران أضحى لغة غريبة عن أذهانهم وبعيدة عن مشاعرهم ومبادئهم. لقد أصبحت الكارثة كبيرة يا سيدي الأديب ومعالجتها صعبة ومستحيلة، لأن الروح قد تجرعت سم المادة والشر من كأس الكفر والشهوة والسلطة وأصبح الجسد يحيا على لذة الشجع والطمع  والقتل وكل ما هو زائل ورخيص، فالكرامة غدت مجرد أسطورة والشرف قصة خيالية والمحبة والإيمان  وسحرجمال الروح والطبيعة مجرد وهم واعتقاد باطل خرافي.
‏اليوم الإنسان يدمر ذاته بذاته المادية يا سيدي فيا ليتك تأخذني إلى عالمك كي أكتشف كياني والإنسان في أعماقي.




العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/23/2025 5:18:00 PM
المدوّن الإسرائيلي: يجب أن أريكم كيف تبدو سوريا في عام 2025
سياسة 10/23/2025 8:30:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد على جنوب لبنان...
اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/23/2025 12:59:00 PM
غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منطقة البقاع