منبر 06-10-2025 | 12:34

الإيجابية وقانون الجذب: مفتاح التحوّل الداخلي وتحقيق الواقع

في أعماق الكون المترامي الأطراف، هناك لغة صامتة تسري بين أرواح البشر وأسرار الوجود، لغة تفهمها القلوب قبل العقول، وتنسجم مع أحلامنا وأفكارنا كما ينسجم اللحن مع النوتة الموسيقية. إنها طاقة خفية، لكنها حاضرة في كل لحظة، ترسم ملامح حياتنا بصمت وتعيد تشكيل واقعنا دون أن نشعر.
الإيجابية وقانون الجذب: مفتاح التحوّل الداخلي وتحقيق الواقع
تعبيرية (مواقع تواصل)
Smaller Bigger

الدكتور نضال العنداري

 

في أعماق الكون المترامي الأطراف، هناك لغة صامتة تسري بين أرواح البشر وأسرار الوجود، لغة تفهمها القلوب قبل العقول، وتنسجم مع أحلامنا وأفكارنا كما ينسجم اللحن مع النوتة الموسيقية. إنها طاقة خفية، لكنها حاضرة في كل لحظة، ترسم ملامح حياتنا بصمت وتعيد تشكيل واقعنا دون أن نشعر.
قانون الجذب، هذا السر الذي طالما تساءل عنه الفلاسفة وأهل الحكمة، يُعد تجليًا لإرادة الله في ربط الداخل بالخارج، والمشاعر بالنتائج. إنه المبدأ الذي يُخبرنا أن الحياة ليست سوى انعكاس لما نحمله في دواخلنا. ما نفكر فيه بعزم وإيمان، وما نشعر به بصدق وشغف، وما نؤمن به دون شك، يصبح واقعًا نعيشه.
حين تتأمل هذا القانون، تدرك أن الكون ليس مجموعة عشوائية من الأحداث، بل منظومة متكاملة تتجاوب مع ذبذباتك الداخلية. الأفكار ليست مجرد كلمات تتردد في العقل، بل طاقة تُرسل إلى العالم، فتبحث عن شبيهاتها لتعود إليك مضاعفة. إذا فكرت بالخير، جذبته، وإذا امتلأت بالحب، أحاطك، وإذا انغمست في الخوف، وجدت نفسك محاصرًا به.
هذا المبدأ العظيم يمنح الإنسان قوة لا تُضاهى، قوة تفوق كل الحواجز المادية. إنه يدعونا لنكون سادة مصائرنا، فنحن لسنا ضحايا للظروف، بل صانعوها. 
تخيل أن حياتك هي لوحة فارغة، وفرشاة الرسم بيديك. الأفكار هي الألوان، والمشاعر هي ضربات الفرشاة. كل فكرة تنبض بالإيجابية تضيء اللوحة، وكل شعور بالامتنان يضيف إليها بريقًا وسحرًا. أما التشاؤم والخوف، فلا يضيفان سوى ظلال قاتمة.
قانون الجذب ليس مجرد فكرة فلسفية، بل هو دعوة لإعادة التفكير في طريقة عيشنا. إنه يعلّمنا أن أحلامنا ليست بعيدة كما نظن، بل هي أقرب مما نتخيل، تنتظر منا فقط أن نؤمن بها بكل جوارحنا، ونبث فيها طاقة الحب والإيجابية. إنه يهمس في أذن كل من يحمل حلمًا: "كن أنت البداية، وسيأتي الكون ليكمل الطريق معك".

 

 

الإيجابية: مفتاح الجذب الكوني
الإيجابية ليست مجرد حالة ذهنية عابرة تُضيء لحظاتنا وتزول، بل هي طاقة قوية كامنة تنبثق من أعماق الروح، تُشبه نبضات القلب التي تبث الحياة في الجسد، فتتصل بموجات الكون في تناغم عجيب. إنها حالة وعي متكاملة تحوّل وجود الإنسان إلى بوصلة تتجه دومًا نحو الخير والنور.
عندما يملأ العقل أفكارًا مشرقة تحمل الأمل والإيمان، وعندما ينبض القلب بفرح هادئ رغم التحديات، يصبح الإنسان أشبه بمغناطيس كوني، يجذب إليه كل ما يتناغم مع ذبذبات روحه. الإيجابية ليست مجرد شعور عابر بالتفاؤل، بل هي فلسفة حياة تقوم على الإيمان بأن كل عقبة هي فرصة، وكل أزمة تحمل في طياتها بذور النهوض، وكل يوم جديد هو صفحة فارغة تُخط عليها أجمل قصص النجاح.

جذب الفرص: بوابة الامتنان للوفرة
عندما يشعر الإنسان بالامتنان لكل ما يملك، مهما كان بسيطًا أو صغيرًا، تنبثق من روحه طاقة إيجابية عالية التردد تُحدث صدى في أرجاء الكون. الامتنان ليس مجرد شعور عابر، بل هو حالة روحانية عميقة تجعل الإنسان يدرك جمال النعم المحيطة به، مهما بدت متواضعة.
تلك الطاقة المشرقة التي يبعثها الامتنان لا تظل حبيسة في داخله، بل تمتد كأمواج خفية تصل إلى قوانين الكون، فتفتح أبواب الخير والوفرة. إنها بمثابة رسالة شكر يرسلها الإنسان للوجود، فيرد عليه الكون بمنحه المزيد من الفرص والبركات.

الإيجابية: طاقة تُزرَع وتمتدّ
الإيجابية ليست صدفة ولا حالة نفسية عابرة، بل هي خيار يوميّ وموقف داخليّ نابع من الوعي والرغبة في بناء حياة متوازنة ومزدهرة. إنها ممارسة متجددة تبدأ من الداخل وتمتد إلى كل ما نلمسه من حولنا. ومن أبرز وسائل تنميتها: الامتنان، التأمل، التفاعل مع الطبيعة، العطاء، واختيار الصحبة الملهمة.
الامتنان هو البوابة الأولى لبناء عقلية إيجابية. حين نُدرّب أنفسنا على ملاحظة النِعم الصغيرة وتقديرها، ننتقل من التركيز على النقص إلى الاحتفاء بالوفرة، فنتصالح مع الواقع ونتعلّم أن نرى الجمال في التفاصيل اليومية. ومعه، يأتي التأمل ليعلّمنا البقاء في اللحظة الحاضرة؛ تلك اللحظة التي يتلاشى فيها القلق ويظهر فيها السلام، فنلتقي بذواتنا الحقيقية بعيدًا عن ضجيج الخارج.
أما الطبيعة، فهي المرآة التي تعيد إلينا هدوءنا الداخلي، وتذكّرنا ببساطة التجدّد. يكفي أن نمشي في حضنها، أو نصغي لصوت طائر، أو نراقب شجرة كي نستعيد توازننا ونستشعر الانسجام العميق مع الكون. وفي هذا السياق، تصبح الابتسامة والعطاء ممارستين حيويتين؛ فحين نمنح الآخرين لحظة دفء، أو نمدّ يدًا في وقت الحاجة، نغذّي فينا روح المشاركة ونبني دوائر من النور تعود إلينا مضاعفة.

الإيجابية كخيار حياة
الإيجابية ليست رفاهية نلجأ إليها في أوقات الهدوء، بل هي ضرورة ملحة في عالم يعج بالتحديات والصعوبات. إنها القوة الداخلية التي تمنحنا القدرة على مواجهة الحياة بكل تقلباتها، والوقود الذي يُبقي شعلتنا مضيئة حتى في أحلك اللحظات.
الإنسان الإيجابي لا يعيش في معزل عن المشاكل، لكنه يمتلك رؤية مختلفة؛ فهو لا يرى في العقبات سوى فرص مستترة للنمو والتعلم. لكل تحدٍ يواجهه، يحمل الإنسان الإيجابي إيمانًا داخليًا بأن هناك حكمة في كل تجربة، وأن الغد يحمل دائمًا إمكانية جديدة للتغيير والتحسن.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.
مجتمع 10/5/2025 1:30:00 PM
أقدم على شهر مسدّس حربي بوجهه وسلبه مبلغ ٣٥٠ دولاراً أميركيّاً ولاذ بالفرار إلى جهةٍ مجهولة.