صويحبي والرئاسة و... أنا

إبراهيم سمو - المانيا
"شو برلمان ما برلمان"؟ أنا إذا ناطحت فلن اناطح الا
الرأس الأكبر!
هكذا رد صويحبي لامبالياً بنبرة طافحة تهكماً، حين سألته مداعباً عن أسباب عزوفه عن الترشح لانتخابات "مجلس الشعب".
فهمت مراده، وحاولت أن ألامِزه او قل استفزه:
"يا ما شاء الله! ألا ترى أنك تتجاوز حجمك؟"، شزرني بعينين من شرر:
"ما قصدك؟... لم أفهم؟".
ناولته الجواب بعجرفة باهتة:
"اقرأ: اقرأ "الإعلان الدستوري"، سترى... ألححت عليه بنية اغاظته: "اقرأ، يا أخي اقرأ!". قابلني كعادته بابتسامة غير بريئة: "وما علاقة الدستور بحجمي يا فطحل؟". أفدته بهدوء متكلّف: "انظر إلى شروط الترشح! ألم أقل لك: "اقرأ". فشرط الدين وحده يكفي لتعرف حدودك ووزنك".
حرّر جوفه من السيجارة ودخانها الكثيف، ثم أعادها الى شفتيه،
تمصص العقب الملتصق بين مخالبه، ثم باعده بحركة خاطفة عن فمه، وأطلق عن صدره سخاماً داكناً تصاعد اول الامر مستقيماً كعمود سرعان ما تناثر، فأثقل الأجواء والغرفة بـ" أوكسيد الكربون" والكآبة وفصّل: وانا لذلك اقصد لكوني إيزيدي. تنهد واردف منتفضاً: سأناطح وأرى... أريد أن أشعل "الأقمار الصناعية" و"الفيس" و"التيكتوك" وسائر اخواتها الافتراضية بسيرتي واسمي وحقوقي الوطنية المعطلة.
رمقني بعيون تشبه في تهديدها عيون ذئب جائع: انا انتظر انتخابات الرئاسة... سأحفز اهلي من الدروز والعلويين والمسيحيين وكل أحبتي من احرار سوريا على التمسك بحقوقهم المشروعة.
لاَكَ السيجارة بأسنانه بحركة لا يقدم عليها الا متمرد، ثم ارتشف نفساً أعمق أرهق به قلبه والأوردة ونفخ فأفسد مجدداً الغرفة والهواء وأنفاسي. التفت إليّ، مغلّبا التعاطف على الغضب، وفضفض:
"هل تعتقد أن هذا العالم سيخجل ان ترشحت انا كـ"ايزيدي" او "مسيحي" للرئاسة" في سوريا الجديدة؟".