دولة أجنبيّة وسط العرب... هل تبحث إسرائيل عن السلام؟

منبر 02-10-2025 | 12:40

دولة أجنبيّة وسط العرب... هل تبحث إسرائيل عن السلام؟

يفتحون الحروب بعضهم على بعض، يتنقّلون من موقع إلى آخر، يثرثرون على هذا وذاك، وينشرون الأحكام. وفي النهاية، لا يعلمون أنهم هم من يُحكم عليهم.
دولة أجنبيّة وسط العرب... هل تبحث إسرائيل عن السلام؟
جنود إسرائيليون يصلحون دبابتهم على الحدود مع قطاع غزة، 18 حزيران (يونيو) 2024 (أ ف ب)
Smaller Bigger

جيسي فخري 

 

 

يفتحون الحروب بعضهم على بعض، يتنقّلون من موقع إلى آخر، يثرثرون على هذا وذاك، وينشرون الأحكام. وفي النهاية، لا يعلمون أنهم هم من يُحكم عليهم.
الشرق الأوسط، الممتد من البحر الأبيض المتوسط حتى الخليج العربي، هو الشرق الذي اشتهر بتنوّعه الثقافي وبالعيش المشترك. واليوم، يفتح صفحة جديدة مع توقيع اتفاقيات دفاع مشترك بين السعودية وباكستان، وتعزيز الشراكات العسكرية والاقتصادية بين الإمارات والهند، بالإضافة إلى مناورات عسكرية مشتركة بين مصر وتركيا بعد انقطاع استمر أكثر من عقد.
لقد عانى هذا الشرق منذ عقود من نزاعات وحروب: النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي الذي امتد منذ عام 1947 حتى اليوم، الحرب الإيرانية–العراقية، غزو العراق للكويت، والحروب الأهلية التي نهشت القلوب وفرّقت بين الأشقّاء. أضيفت إليها الحملة الإيرانية التي زرعت الميليشيات في العراق ولبنان وسوريا، لتغذّي الصراعات وتؤجّج النزاعات. كما شهدت المنطقة صراعات القوى الكبرى، والمواجهات بين الولايات المتحدة وإيران، وما رافقها من استهدافات ودمار ووجع. حروب شرّدت الملايين، دمّرت البنى التحتية، ودهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

 

 

الشرق الأوسط والغرب، كأختين شقيقتين لا تربطهما المحبة، يزرع كلّ منهما بذور الشك في قلب الآخر، ويتعاملان أحياناً بندّية وأحياناً بصراع خفي. الغيرة تلوّن الوجوه، والمصالح تعلو على المشاعر.
يد الغرب الطويلة لم تقتصر على الحروب والنزاعات، بل امتد نفوذها إلى قاعات الأمم المتحدة، حيث يُستخدم حق النقض (الفيتو) كأداة حاسمة لترتيب مسار القرارات الدولية. استخدمت الولايات المتحدة هذا الحق مراراً في الملفات المتعلقة بإسرائيل والقضية الفلسطينية، ما يعكس تأثيرها العميق على السياسة الدولية.
في هذا السياق، برزت شخصيات دبلوماسية مثل مورغان أورتاغوس، التي حظيت بمتابعة واسعة في لبنان والمنطقة، ليس فقط لسياساتها، بل أيضاً لحضورها الإعلامي. ومع ذلك، يبقى تأثير قرارات مجلس الأمن حاضراً على ملايين البشر، وقد يمدّد النزاعات أو يخفّفها بحسب توجيه اليد.
اليوم، "يستضيف" لبنان أكبر سفارة أميركية في المنطقة، مقابل حضور صيني ملموس من خلال مؤسسات ثقافية، ويضاف إليها دخول مشروع ستارلينك الذي يفتح آفاقاً جديدة للفضاء السيبراني والاتصالات.
ويبقى السؤال قائماً: إلى أي اتجاه يسير الشرق الأوسط؟ بين التحالفات المتغيرة، والصراعات القديمة والجديدة، والتهديدات الرقمية، يبقى القلق قائماً. فكيف يمكن تحقيق توازن يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة؟
لم يمضِ يومان على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط. الجميع على أهبة الاستعداد لحدث استثنائي، لأول مرة على الإطلاق. سنحققه!"، حتى اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي، معلنين عن خطط لإنهاء الحرب في غزة، ووضع أسس ما وصفاه بـ"السلام الأبدي" في الشرق الأوسط، وصولاً إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.
هنا يبرز القلق من دور إسرائيل في المنطقة، الدولة الأجنبية وسط دول الشرق الأوسط. فهل ستسعى لتحقيق مصالح مشتركة مع الدول المحيطة بها، أم ستظل مصالحها الضيقة هي المهيمنة؟
في الختام، أيها الشرق، زغرد وافرح كل يوم، لعلك ترى يوماً ما تحقق نبوءة هيلين توماس.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت
لبنان 10/7/2025 1:51:00 PM
في اتصال لـ"النهار" مع وكيل هذه العائلات المحامي محمد حبلص أكد أن ملف هذه العائلات يحظى بمتابعة من الوزير الحجار واللواء شقير "على عكس التجارب السابقة مع مسؤولين آخرين"