شوقي حماده يا مَن أحببتَنا وأحببناك

* شرف أبو شرف
أرانـي مُعجزًا عن الكلام عنك، لكنه العرفان يستدعي البيان وإن قاصرًا، فيحمل إلى الذكرى أضمامة ورد تعبق من كيانك.
قرأتك في النهار أديبًا مبدعًا، متألّق البلاغة، سليم الذوق، واسع الثقافة، مميّز الأسلوب. وسمعتك خطيبًا مفوَّهًا، بلبلًا صدّاحًا على المنابر، خيّر العطاء بلا شُحّ. وعرفتك لاحقًا صديقًا هادئًا بشوشًا، غنيَّ النفس، صفيَّ الخلق، وديعَ الطبع. وأحببتُ فيك البساطة التي زيّنتك، والودَّ الذي كنتَ تعرف كيف تمنحه.
يطيب لي أن أستعيد تلك الهنيهات التي قضيناها معًا يوم لقائنا في دارتك في بعقلين، حين أخبرتني أنك تتلمذت في فن الخطابة على يدي خطيب المنابر لويس أبو شرف، وكنت تتابع خطاباته وتنبهر بها حتى أصبح يسمّيك: “ابن حنجرتي”. وما زالت كلماتك البليغة في الندوة التي أقيمت حول ذكراه بمناسبة صدور كتابه لبنانيات عن دار النهار، ترنّ في أذني: “دينك الإنسانية ودنياك لبنان”. كلماتٌ تنطبق عليك أيضًا يا صديقي، فدينه دينك ودنياه دنياك.
ستبقى، يا شوقي، أبدًا في البال الذاكر عطرًا نديًا وبسمةً مشعّة صفاء. لن تغيب عن العقول والقلوب، ولن تنقطع عن الآذان نبراتُ صوتك الهادر من أدبك، المتألق بأصالة الأداء والبيان.
"ألا… وعُظِّم في الأرض مثواك،
وكُرِّمت في الزمن ذكراك".