بيئة لبنان في خطر
ريمون مرهج
للأسف كلما زرت ألأحراش والطبيعة أجد الأشجار تحتضر ولا سيما أشجار السنديان. السنديان الذي يُعد من أهم مكونات طبيعة لبنان وأهميته كبيرة جداً في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على سلامة الإنسان وصحته. يعد لبنان من البلدان التي ييعيش فيها شجر السنديان في الشرق الأوسط بالإضافة إلى سوريا، تركيا، إيران والعراق. هي شجرة معمرة ويصل ارتفاعها إلى ثمانية أمتار، أوراقها دائمة الخضرة وهي ملجأ للطيور والنباتات النادرة. تشكل جزءاً هاماً من غابات لبنان.

في الأمس القريب عشت الحزن والأسى والرعب حينما توجهت إلى الوادي القريب من قريتي إده هناك سفوح وتلال مغطاة بشجر السنديان والخروب والشربين وصُدمت من مشهد الغابة التي غطاها اليباس فغدت أغصان الأشجار هزيلة جافة وأوراقها مصفرة سقط معظمها على الارض. سألت المزارعين عن السبب فقالوا إن هناك حشرة تبيض في فروع السنديان وتشكل شرنقة من البيض تُعد بالآلاف وحينما يفقس البيض دوداً فيرعى الأوراق ويصيب الشجرة بالمرض حتى تزبل وتيبس فنخسر نتيجة هذا المرض أشجاراً عمرها عشرات السنين وتصبح الغابة والأودية والجبال صحراء قاحلة.
نناشد المعنيين وخاصة وزارة الزراعة والبيئة أن يلتفتوا إلى هذه الكارثة ويعالجوا ما أمكن معالجته قبل فوات الأوان، وأن تعمم على جميع البلديات لكي يبلغوا عن أماكن الشجر المصاب ويباشروا في إنقاذ ما تبقى وإلا ستكون الخسارة على وطننا كبيرة ولا تعوض ولو بعد عشرات السنين. من المؤكد أن هناك أساليب علمية تكافح هذا المرض وعلينا الاهتمام بهذه المشكلة بل المصيبة التي تضرب غاباتنا وجبالنا وسفوح أوديتنا.
نتوجه بصرخة إلى الجميع أن لا يهملوا هذا الموضوع الكارثي لأجل أولادهم فهو مهم للغاية أكثر من الحرب بحد ذاتها. ففي الحرب حينما يتوقف الدمار يزول ويبنى مكانه خلال سنة واحدة أما الأشجار والطبيعة بمكوناتها لا نستطيع أن نعيدها ولو مرت عشرات السنين.
كل ما خلقه الله هو كنز لا يمكن أن يكون له مثيل، لذا نرجو طالبين من الوزارات المعنية والمسؤولين أن يتحركوا فوراً وأن تتعاون معهم مختلف البلديات للوصول إلى حلول ناجعة كي نتفادى هذه المصيبة وننقذ غاباتنا من الزوال.
نبض