ماذا نقول

ليا ابراهيم
ماذا نقول عن الأشخاص الذين يحاول البعض دَجْلَهم، وسرقة أحلامهم وتحويلها إلى قطعة من اليأس؟
ماذا نقول عن أشخاص يبحثون عن ذواتهم التي سُرقت منهم؟
هل سنكون يوماً ما نريد أن نكون، أم سنبقى عالقين في الأمل؟
وماذا علينا أن نفعل في مسألة الأحلام؟
هل هذا الطريق نحو الحكمة، حيث نحاول أن نُحوِّل قطعة من اليأس إلى بصيرة وحكمة؟
وماذا نقول لكل من حاول ويحاول قول الحقيقة، رغم أن المعرفة قد تدخل من باب الخطأ؟ فالسؤال يولد من جرأة الطرح.
واليوم أصبح السؤال ممنوعاً تحت طائلة المسؤولية، حتى غدت جوعُ المعرفة والتفاصيل شيئاً أشبه بمفتاح النار:
النار التي تسرق الأحلام، وتصبح جحيماً بارداً على الطموحين.
الآن أدركنا أن الدجالين يحبون الكذب وسواد القلوب، لأنهم لا يعرفون مدى قوة النور الأبيض.
وماذا نقول عن الذين يحاولون تغليف الكذب بالعلل على أصحاب الحق، ويسعون إلى سرقة ما يملكون من أحلام أو طموحات؟
وماذا نقول عن الأرواح الحقيقية التي تتآكل من شدة الظلم؟
فماذا نقول؟
فإنَّ مكان الحرية الذي وُعدنا به قد صار سجناً طبيعياً، جدرانه صامتة لا تُرى، وسقفه السماء نفسها. فأين نمضي إذن؟
لكن الروح لا تكتفي بالسلام الصامت، فهي تريد أن تنهض جبلاً شامخاً، شاهقاً، لتشهد على ذاتها، على حلمها، على أملها، ولتصرخ في وجه العالم: لقد صرتُ ما أريد أن أكون.
فالأحرف منقوشة منذ الأزل على جدران المحيط، على مجرى النهر، على كل قطرة ماء، تقول لنا إن الكفاح ليس لعنة بل طريق الأمان، وإن الإنسان يكتب نفسه بالعرق والدمع والرجاء.
وماذا نقول عن الذين خسروا حياتهم عبثاً، عالقين في حياة زائفة بُثَّت من جديد كسرابٍ يبتلع الأرواح
فماذا نقول؟
نقول إن الطريق طويل، لكن الطريق وحده لا يقدر أن يطفئ شعلة الحق في القلوب النقية
على الأمل شياء…