رحيل يمنى شري… انطفاء قنديل من قناديل الإعلام اللبناني والعربي

جورجيو الهوا
برحيل الإعلامية يمنى شري، تخسر الساحة الإعلامية اللبنانية والعربية حدى أبرز وجوهها وأكثرها تأثيرًا. فهي لم تكن مجرد مذيعة تقرأ الأخبار أو تقدّم البرامج، بل كانت مدرسة قائمة بذاتها، رسمت عبر حضورها مسارًا خاصًا يقوم على الرصانة والعذوبة معًا، وعلى الاحتراف الممزوج بالثقافة الواسعة والالتزام العميق.
منذ إطلالاتها الأولى على الشاشة، تركت يمنى شري أثرًا خاصًا في قلوب المشاهدين. كانت ابتسامتها تبعث الطمأنينة في النفوس، وأسلوبها الهادئ يحمل رسالةً تتجاوز حدود الكلمات، لتصبح الصوت الذي يجمع بين الصدق والشفافية، والوجه الذي يذكّر الناس بأن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة ومسؤولية.
قدّمت برامج وحوارات تركت بصمتها في ذاكرة الشاشة، فكانت كل كلمة تنطق بها درسًا في الأناقة الفكرية والالتزام المهني. ولم يكن حضورها مقتصرًا على الشاشة فقط، بل كانت إنسانة قريبة من زملائها والجمهور على حد سواء، محبوبة بصدقها وشفافيتها.
برحيلها، تخسر الشاشة اللبنانية والعربية ذاكرة حيّة وتجربة غنية شكّلت مثالًا للأجيال الجديدة. لكن حضورها سيبقى راسخًا في أرشيف البرامج، وفي وجدان كل من عرفها أو تابعها، شاهدةً على أن الإعلام الحقيقي لا يموت، بل يبقى في القلوب وفي التاريخ.
سلامٌ لروح يمنى شري، ولتبقَ ذكراها منارةً مضيئةً لكل من يؤمن بأن الإعلام رسالة، وأن الصدق فيه هو سرّ الخلود.