الإيمان

‏ ريمون مرهج

‏هو ركن حياتنا وقوة بقائنا في هذا العالم، هو  منبع الأمل  وأساس الصبر لثباتنا ومواجهة المصاعب في هذه الدنيا. به ندرك قيمة روحنا وأهمية وجودنا على هذه الأرض. 
‏لولا الإيمان المزروع في أعماقنا ولولا الإيمان بالخالق وبمحبته لنا وباللقاء به بعد هذه الحياة، لكنا مجرد كائنات تحيا لفترة من الزمن وتندثر، ولغدونا لعبة في يد اليأس يلهو بحياتنا ويجعلنا لا نهاب الإنتحار فلا نود العيش بالقيم وبمبادئ الإنسانية. 

‏ الإيمان الصحيح هو القناعة الذاتية التامة بما نشعر به في حنايا روحنا، وحينما نتأمل مسيرة عمرنا نحصي ما أنجزناه مدى سنين وكم أخطأنا وكم نجحنا، ولكن ننطلق من جديد بإيمان كبير لنحقق أحلامنا ولو بجزء بسيط منها ونقدم بفرح وحب ما نشعر به في اعماقنا نحو الله.
‏الإيمان سر عميق وقبل أن يعرف البشر رب السموات كانوا يعبدون الشمس والقمر لأنهم بحاجة الى من هو قوي ويبقى قربهم وقت الحاجة والشدة كي يستطيعوا متابعة الحياة، وكيف حينما أدركوا الخالق وعظمته وحبه للإنسان الذي جعله ملكاً على كل مخلوقات الأرض، ووعده بالحياة الأبدية إن سار على درب القيم والمحبة والرحمة التي تعبر عن قلب الله.
‏وإيمان الشخص بذاته وثقته بنفسه هو ركن أساسي للنجاح والإنتصار على المصاعب التي تواجهه في يومياته. فليس من مستحيل أمام المؤمن الممتلئ بشذى القناعة التي تحصّنه من اليأس والهزيمة والأحزان.
‏ الإيمان هو الدرع الواقية من الخوف والمشعل الوهّاج بوجه الظلمات الحالكة. 
‏حينما يغلبنا الألم والإحباط نلتجىء إلى الرب بإيماننا ونتحدث معه ونناجيه طالبين منه العون والمساعدة، لأننا نثق به وبقدراته وبمحبته لنا. وكم شهد أجدادنا من معجزات على يد الأنبياء كانت شاهدة على قوة الله وعظمته والحقيقة الدامغة لوجودنا ولسر التكوين. وكم من القديسين الأجلاء  صنعوا الأعاجيب فشفوا المرضى وقاموا بأمور خارقة للطبيعة لأن إيمانهم كان جباراً  ومهيباً بالخالق. كيف لا وقد قال السيد المسيح: "لو كان لكم إيمان بمقدار حبة الخردل لقلتم لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل".
‏الإنسان روح وجسد والإيمان هو غذاء الروح كما الطعام هو غذاء الجسد. إذا فهو حامينا وحارسنا من الشر وأدواته القاتلة للأنفس ومن مكائده التي تهدف إلى إنكار الله والإبتعاد عنه حتى نغدوا جاهليين وضائعين عن درب السماء ونخسر حياتنا في هذا العالم وفي الحياة الأبدية.