منبر 15-09-2025 | 12:59

اتفاق… الاستنزاف

كما تحوّلت حرب الاسناد، الى حرب استنزاف هكذا تحوّل وقف النار في 27 تشرين الثاني\نوفمبر الى "ميني" حرب استنزاف بطيئة تستهدف ليس "حزب الله" وحده انما الكيان اللبناني برمّته.
اتفاق… الاستنزاف
قصف إسرائيلي على الجنوب (أ ف ب)
Smaller Bigger

ليليان خوري 

 

 

 

كما تحوّلت حرب الاسناد، الى حرب استنزاف هكذا تحوّل وقف النار في 27 تشرين الثاني\نوفمبر الى "ميني" حرب استنزاف بطيئة تستهدف ليس "حزب الله" وحده انما الكيان اللبناني برمّته.
مسلسل الاستهداف اليومي الذي ينتهجه العدو الاسرائيلي لا يبلغ المقاومة وبيئتها فحسب انما يطاول السيادة اللبنانية وينتهك الكرامة الوطنية ويأكل من هيبة الحكم، من الرأس الى اصغر مواطن في الجمهورية اللبنانية.

 

 

 

الفيديوهات المصوّرة التي ينشرها قادة العدو دليل واضح على الاستخفاف الفاضح بالدولة اللبنانية مجتمعة.
من المخزي ان تعجز السلطة عن ردّة فعل ولو صغيرة حيال الاستفزازات المتكرّرة.
من البديهي ان تلجأ الحكومة اللبنانية الى سلاح الديبلوماسية وخصوصاً ان المؤسسة العسكرية تفتقر الى السلاح الحقيقي الذي يردع اسرائيل عن انتهاكاتها اليومية بحق الشعب اللبناني.
السؤال الذي يطرح نفسه لم لا تضغط اميركا جدياً على اسرائيل لتوقف ممارساتها العدوانية واحتلالها للنقاط التي احتلتها خلال الحرب وبعد اعلان وقف الاعمال العدوانية؟
ما يثير العجب ان الولايات المتحدة امعنت في محاصرة عهد الرئيس السابق ميشال عون بذريعة انه قريب من خط الممانعة وفعلت ما فعلته من انهيار مالي واقتصادي، بمعيّة طبعاً منظومة فاسدة تجرأت على سرقة اموال الشعب بفجور ووقاحة لا مثيل لهما.
اوصلت سياسة التهشيم للعهد السابق ان اجهضت كل محاولة لاستجرار الكهرباء من مصر والاردن بحجة قانون قيصر الذي وضعته على سوريا، رغم الوعود التي اطلقتها هي نفسها في كل المناسبات السياسية.
اليوم تنتهج الادارة الاميركية الاسلوب نفسه بابتزازٍ واضح للحكم، لتقديم تنازلات متتالية نعرف كيف تبدأ لكن لا نعرف كيف تنتهي؟
منذ تكوين السلطة الحالية القريبة من السياسة الأميركية تستمر هذه الادارة على حدّ سواء في اضعاف الحكم اللبناني حيال حزب الله وحيال العدو الاسرائيلي.
لو كانت الولايات المتحدة جادة في دعمها عهد الرئيس جوزف عون لكانت مارست ضغطاً اقوى على اسرائيل لتنهي احتلالها للاراضي اللبنانية وللنقاط السبع التي تتمركز فيها. 
لو كانت اميركا جادة في تقوية المؤسسة العسكرية، لكانت زوّدت الجيش اللبناني على الاقل سلاحاً يفوق سلاح "حزب الله"، اذا كانت تحرص على هيبته وصورته. 
لو كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب جاداً في وقف الحروب، كما كان عنوان حملته الانتخابية، لكان فرض على اسرائيل وقف حروبها الدموية في غزة وفي لبنان وفي سوريا منذ زمنٍ بعيد.
المشكلة في الادارة الاميركية انها "تنفخ" في حلفائها قوة خارقة يصدّقون معها انهم قادرون على الايفاء بالتزاماتهم حيالها، وعند التطبيق يكتشفون انها مجرد قوة وهمية مصطنعة.
في متابعة لمواقف الأفرقاء يبدو كأن غاية وقف النار لدى الاطراف كافة مختلفة. 
من خلال الاتفاق، انقذ العدو الاسرائيلي نفسه من معركة برّية غير متكافئة مع "حزب الله"، فارتأى وقف الحرب وابتدع تكتيكاً جديداً اقل تكلفةً مادية وبشرية تسمح له بالقضاء على المقاومة، ومنع بيئتها من العودة، من خلال توسيع منطقة عازلة تحمي اسرائيل.
حزب الله ارتضى وقف النار بعدما عجز مواجهة الطيران الحربي الاسرائيلي الذي كاد أن يمحو الضاحية الجنوبية والبقاع من الوجود، خصوصاً مع ازدياد اعداد الضحايا  جراء الاعتداء.
الدولة اللبنانية صدّقت ان الاتفاق سيتيح لها استعادة حضورها وبسط سلطتها مع ما يحتويه من بنودٍ مشبوهة تشرّحها الاطراف كافة بمن فيهم الدولة، كما ترغب، بخلاف الطرف الآخر.
جعل اعلان وقف النار في 27 تشرين الثاني نصف اتفاق، ومن الحلول نصفهن، ومن  الوطن نصف وطن، ومن الشعب نصف شعب، ومن المقاومة نصف مقاومة. غير انه جعل من الاحتلال أمراً واقعاً وثابتاً لا نعرف متى يزول.
جعل 27 تشرين الثاني من السلطة السياسية "بائعة اوهام" ومن الشعب اللبناني "حنا السكران".

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/15/2025 8:43:00 PM
 خلف الحبتور: في موقف يعكس غطرسة لا حدود لها، يخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليأمر سكان غزة بإخلاء مدينتهم، وكأنها ملك له يوزع أهلها كما يشاء
المشرق-العربي 9/12/2025 12:25:00 PM
إقفال منتجع "إكس بيتش" في منطقة وادي قنديل في محافظة اللاذقية.
شمال إفريقيا 9/15/2025 11:56:00 AM
محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا
لبنان 9/14/2025 2:53:00 PM
 تغيير مسار طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة من بيروت إلى مطار هيثرو في لندن بسبب عارض صحي أصاب أحد الأطفال