في بيت طاعة الشعر

العربي الحميدي- المغرب
بعد هذا العمر،
متكئ على عتبة القصائد،
أعاتب الممر الذي عبرته غير منتعل،
موشحاً بزهور ذابلة، وأشواك مزهرة.
أعاتب الطفولة التي جفلت
مني
كعصفور،
أعاتب الشباب الذي ضحك في وجهي مستهتراً
ثم مضى سريعاً.

أعاتب قلبي الذي صدق كثيراً،
وعيني اللتين رأتا كل شيء
إلا وجهي الحزين،
وروحي التي غرقت بين الضوء والظلمة
كالمترددة في اختيار قدرها.
بعد هذا العمر،
أكتشف أن الفرح كان يمر بي
في هيئة لا أفهمها،
وأن الحزن كان معلمي الأول،
والخذلان السجل المفتوح.
أنهكني الزمن،
وجعلني نصفاً يبحث عن نصفه،
وخطوة تتعثر خلف أختها.
ومع ذلك،
في بيت حكمة القصيدة،
أدرك أن ما مضى لم يكن عدوي،
بل مرآتي المكسورة،
التي علمتني أن أرى وجهي
في كل شظية من زجاج العمر.