حين تتميّز "السيدة الاولى" في طروحاتها وأدائها

غدي حداد
لم يعتد اللبنانيون منذ زمن بعيد، على سيدة أولى، تلفت المواطنين بأدائها وطروحاتها، إلى أن حلّت "السيدة الأولى" نعمت عون، التي أستطاعت أن تُترجم توجهات رئيس الجمهورية جوزف عون الوطنية، وخصوصاً خلال حديثها في إطلالتها التلفزيونية امس، عن دور المؤسسة العسكرية من جهة، وعن أن "لا أحد قادر على الانتصار على الآخر في لبنان، وهذا ما علمتنا إياه كل التجارب السابقة".
قدّمت السيدة الأولى طروحات تستحق الالتفات والاهتمام، خصوصاً في مقاربة ملفات "جرائم الشرف"، وزواج القاصرات. تلك معضلات تواجه ليس المرأة فحسب، بل المجتمع اللبناني، الذي آن الأوان لإتحاده حول ضرورة حماية المرأة فيه. ويأتي استكمال الطرح، بمعالجة وضع النساء في السجون اللبنانية، اذ تحدثت عن عملها "على مشروع لإعادة تأهيلهن ضمن أفضل الإمكانيات المتاحة، بما يتيح لنا أيضاً رعاية أطفالهن الذين يرافقونهن حتى عمر السنتين"".
جاء كلام "السيدة الاولى" حول تعزيز المواطنة مهماً، قبل اطلاقها في شهر تشرين الأول المقبل، مشروع "المواطنة" الذي يرتكز على تفعيل المواطنية في المدارس، بالتعاون مع التلامذة والمديرين والمعلّمين. ويتلاقى هذا المشروع مع تركيز السيدة عون على أن "المعتقدات الدينية عموماً، لا يجب أن تُشكّل عائقًا أمام فرص العمل". ومن هنا بالذات كان تأثير المؤسسة العسكرية واضحاً في اساس طروحات السيدة الاولى وطنياً: هي المؤسسة الوطنية الجامعة، التي علمتني، وأتاحت لي أن أُعلّم أولادي، ولا تفرّق بين الناس لا على أساس الدين، ولا المناطق، ولا الهويات، والانتماءات".
أكدت عون ان "السيدة الاولى" ليست منصباً بروتوكولياً فقط، بل مسؤولية تجاه المواطنين. وهي التي قررت أن تتحمّل تلك المسؤولية، بإبقاء التواصل مع اللبنانيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي اعتبرتها، ردّا على سؤال، انها السبب في تميّزها عن غيرها من السيدات التي حملن اللقب ذاته سابقا.