أربعة أيام

أ.أحلام محسن زلزلة
قرار تربويّ جريء، وضع جدول التّربية في معادلة حساب ذهنيّ بسيط، فكان "العلاج"!
كما اعتدنا أن نُصلح سدّ الإهدار المائي والصّنبور المثقوب ورطوبة السّقف بلاصقٍ ورقيّ، سينسحب هذا الإصلاح الفريد من نوعه على الاهتراء التّربويّ، فكان القرار العظيم: أربعة أيّام دراسة.
سنتحول من بلد مستورد إلى بلد مصدّر للأفكار الجهنميّة الرائدة في مجال تكنولوجيا الرّقم والحسابات.
إذن، نحن على موعد مع إعصار إصلاحيّ كبير، سيضرب فئات التّعليم برمّتها. .
سحرٌ تربويّ سيفكّ عقد التّربية، كما تُفكّ الأزرار عن لباس ضيّق علو أصحابه.
سينعتق الطّلاب من مشنقة الدّراسة، فيتحوّلون إلى عبَدةٍ للعلم والحرف، لا وقت لديهم لا لهواتفهم، ولا لمراهقتهم ولا لشهيّة نجوميّتهم على "تيك توك”.
أما المعلّمون المنتشون بالنّبأ العظيم، فسيُمتطون الرّيح بلا شكوى ولا زلّة. سيخرجون من قبّعاتهم مهارات، ونشاطات، وطاقات خارقة، تُقدَّم كلّها في أقلّ من فاصل إعلانيّ.
سيطهون معاناتهم وحاجاتهم بطناجر الضّغط، حرصاً على "توفير الوقت" أو سيلجأون إلى التّسرّب المدرسيّ.
نعم يا سادة! على العالم أن يتحرّك ويعترف لنا ببراءة الإختراع المغول هذا.
ولا ضير إن حذت الدّول المتقدّمة حذونا؟
فما المانع لو قرّر رؤساء الدّول المتنازعة اعتماد نظام "الأربعة أيام" لحلّ الحرب الرّوسية - الأوكرانيّة، وتثبيت وقف النّار في غزّة ولبنان، مع شرط الاحتفاظ بحقوق الملكيّة الفِكْرِيّة لأباطرة التّربيّة الموقّرين؟
ليس من المهم ترك الرّاتب خارج المعادلة، لقد سلخوا جلده كما تسلخ الشّمسُ لون من يقف في قيظ الظّهيرة.
ونحن المضحّون مؤمنون بأنّ "الرّاتب وسخ الدنيا"... سنقع فريسة الرّفاهية المشروعة، لا يصيبنا الاكتئاب إلّا في أربعة أيّام فقط، وسنهزّ خصورنا طرباً بقيّة الأسبوع.
وإلى أن ندرك فظاعة ما وصلنا إليه، من جلطة تربويّة تداوى بالطّبّ البديل، ننصح المتضرّرين منها بتناول أقراص مهدّئة... أو أقراص منوّم إلى حين استيعاب الصّدمة.