الخيانة من الضفة الأخرى
ماغي أبوساري
كنتُ أظن أنّ الحرب التي أخوضها لأجلنا ستنتهي بانتصار، وأنّ معارك الأيام ستلين إذا تشابكت أيدينا. قاومتُ عيونًا تراقبنا بحقد، وصدورًا تضيق من وجودنا، وكلماتٍ مُسمّمة تهمس بأننا لا نليق ببعض. كنتُ أظن أنّك خلفي، تسند ظهري، وتشدّ على يدي كلّما ضعفت.

سنوات وأنا أقاتل، أستنزف روحي في معركة لا تهدأ، أرفع راية الحب عالية رغم الرياح، وأدفن دموعي في ليل طويل كي لا يراها أحد. وحين خفتت أصوات السيوف، والتفتُّ أبحث عنك، وجدتك هناك… في الصف المقابل. بين وجوه الذين حاربتهم، تحمل سلاحًا يشبههم، وتبتسم ابتسامتهم نفسها.
لم يكن السيف الذي غرس في صدري غريبًا، كان هو ذاته الذي وضعته بين يديك يومًا لتدافع عني. عندها فقط فهمت أنّ أصعب الحروب ليست مع الأعداء، بل مع الأوطان التي اعتقدنا أنّها لنا.
نبض