منبر 14-08-2025 | 09:22

زمن يحرج الغياب

مشى أباً يحمل وطناً على كتف،  والمحرومين على كتف أخرى، يفتش عن الرحمة في أرض أوقفتها التفرقة والحرمان عن الدوران.  
زمن يحرج الغياب
الإمام موسى الصدر (أرشيف)
Smaller Bigger

أ.أحلام محسن زلزلة

 

مشى أباً يحمل وطناً على كتف،  
والمحرومين على كتف أخرى، 
يفتش عن الرحمة في أرض أوقفتها التفرقة والحرمان عن الدوران.  
وكفر الجوع...  
كان الإمام صلاة البسطاء،  
عباءة الحق،  
قلما يقرأ الألم، ويكتبه بماء  الكرامة.  
لم يكن زعيماً، بل ظلاً  
يفيء إليه الفقراء  
عندما يسيل حروقهم لهب الظلم. 
 خطاباً جامعاً،  
ترتجف بين سطوره لهجة الطائفية،  
وتتعرى جراح لبنان الملوثة بمذاهبهم.
اعتلى الكلمة، فانقادت المنابر إليه ترتوي الحكمة،  
وانتشت الخطب بالطحن، لا بالجعجعة. 
مر في الزمن لا سيفاً ولا عاصفة،  
بل فكراً مشدوداً إلى النجم،  
ويداً لا تسلم، ونفساً لا تساوم. 
 فكسر صمت سنين معقودة في فم الجوع.
 وأرعب الضمائر النائمة،  
التي تتهاوى بأجسامها على عرش الجشع،  
وتلتف على الحق بصفقات مسمومة.  
إمامي...  
أفكار تغيب، لا تغيب،  
تحرك العقول التائهة في  الجهل الضيق.  
تشرق في جبين الكتب، في حناجر المظلومين،  
في رداء الوطن.  
كيف يغيب من ارتشف العلا من كل سماء؟  
من صار صلاة الأرض كلها؟  
من غدا شمس الكون كله؟  

 

الإمام موسى الصدر (أرشيف)
الإمام موسى الصدر (أرشيف)

كيف يغيب من جعل للأمل حركة،  
للحرمان غضباً،  
وللفكر أجنحة؟  
يا من علمنا  
أن المقاومة موقف واع،  
وأن الكرامة رغيف طاهر مخبوز بنظافة الكف.  
وأن الحضور واجب عند اشتداد الظلام،  
في منصات العدالة،  
في صدور المهمشين،  
وفي استغاثة وطن يبحث عن رجال من كرامة.  
إمامي...  
أيها الجسر بين الحقل والقمح،  
بين الحرف والنجم،  
أيها السائر في دم الناس ووجع الفقراء.  
 المنتفض على الأحقاد،  
المنسحب من الحسابات الضيقة،  
أنت الرجل البحر،  
ومجذاف الشراع.  
فكم طريقاً مشيناه معاً حفظنا من الضياع؟  
وكم ليلاً وقفنا بوجهه وأعلناه من الخصوم؟  
وكم سماء نادينا تحتها:  
"أنك وحدك ممر نحو العدالة!"  
فما العجب إن كان الوطن باسمك،  
وسكون العالم صوتك،  
وضجيج الكرامة ثورتك.  
عقل يتقن في وطن التجاوزات والتجاذبات والمهاترات  
لغة واحدة: صحوة
الضمير... فغاب.  
وحين غاب...
ترك وراءه سؤالاً:  
هل يمكن أن يسمو الوطن... بإنسان؟  
نعم...  
فالوطن خارج الخدمة،  
والحلم تحت الغطاء،  
والحرمان طبق لا يزين موائد الحوار...  
بدون الإمام الصدر.
يا نداء دائماً في ضمير المعذبين،
 كوكباً في وعي المقهورين. 
 نبضاً يكتب الغد بضوء النجوم،  
ستبقى اسماً في سجل الحاضرين،  
زمناً مشعاً يحرج الغياب نطل منه على الأمل إلى الأبد.










 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

العالم العربي 9/29/2025 5:14:00 PM
"نحن أمام مشروع ضخم بحجم الطموح وبحجم الإيمان بالطاقات"
تحقيقات 9/30/2025 4:06:00 PM
تقول سيدة فلسطينية في شهادتها: "كان عليّ مجاراته لأنني كنت خائفة"... قبل أن يُجبرها على ممارسة الجنس!
ثقافة 9/28/2025 10:01:00 PM
"كانت امرأة مذهلة وصديقة نادرة وذات أهمّية كبيرة في حياتي"
اقتصاد وأعمال 9/30/2025 9:12:00 AM
كيف أصبحت أسعار المحروقات في لبنان اليوم؟