سنغلقُ

محمد حسين- سوريا
السماءُ تمطرُ دمعاً
الليلُ يسرقُ برهاتِ النومِ المؤجلةَ،
الخيمةُ تستلقي فوقَ الأمعاءِ الخاويةِ،
الأرضُ كتلةُ لهبٍ تمضغُ بقايا طفلٍ،
الفتاةُ التي شابَ شعرُها تغدو في طرقاتٍ مغلقةٍ وتصرخُ :
سنغلقُ فمَ التنينِ، وننامُ فوقَ وسادةٍ من دمٍ، ولن نرحلَ ..
سنغلقُ بواباتِ الحناجرِ الممتلئةَ بالصراخِ للأشقاءِ، والأصدقاءِ، والأعداءِ، ونرفعُ، الأصابعَ المبتورةَ للمدى لنلهو مع جثةِ امرأةٍ،
وقمرٍ،
سنغلقُ فمَ طفلٍ بكمشةِ رملٍ أو حفنةِ طحين ليصدحَ الغناءُ العربيّ بدونِ ضجيجٍ...
سنغلقُ شرايينَ تاريخِنا مع أمةِ الضادِ، ونمضي نبحثُ في دفاترِ يابوسَ عن أصلِ الحكايةِ...
سنغلقُ طريقَ الآلامِ بالزعترِ، وننثرُ فوقَ قبورِنا الزيزفونَ،
ونكتبُ من هنا مرَّ جدعونَ
هنا فتحَتْ حجارةُ داوودَ أفواهَها لتمضعَ أقدامَ العابثينَ برمالِنا،
هنا جثا جدعونَ
أمامَ دمائِنا
هنا كتَبْنا فوقَ ألواحِ الرملِ
لنْ تمرّوا
نحنُ البدايةُ والنهايةُ.