"وجع"

منبر 27-06-2025 | 09:23

"وجع"

وجعنا على جدرانٍ الصمتِ على قارعةِ الطرقات في تعزَ وفي معضّمية الشام
"وجع"
وجعنا على جدرانٍ الصمتِ على قارعةِ الطرقات
Smaller Bigger

محمد سعيد حميد - اليمن

 

إلى روح الفقيد الدكتور/ عبدالرقيب علوان الزريقي

وجعنا 
على جدرانٍ الصمتِ 
على قارعةِ الطرقات 
في تعزَ وفي معضّمية الشام
تتقاذفه القطط الأليفة
وكلابُ الشوارع
على طاولةِ التشريح
يُنقِّبُ عن الحقيقة
غضبٌ…
غضبٌ…
غضب!
فيا للعجب!
هل يشبعُ الجياعُ من شعاراتٍ زائفة؟
من يُقنع الجياع بالمدينةِ الفاضلة؟
فقد كثرَ الخداع...
الرملُ يجلدُنا
السماءُ تَجْلدُنا 
الكُلُّ يجلدُنا 
فهل تبقّى جلادونَ خارجَ الكون؟
فليأتوا... ليجلدونا!
نبحثُ عن لقمةٍ
فتتدلى المشانقُ فوقَ رؤوسِنا
فهل لصبرنا مَدى؟
وَجَعٌ..
وَجَعٌ..
وَجَع..
نحنُ الموتى الناجحونَ في التجارب
نحنُ الموتى الخامدونَ من التشريدِ والتغريب
نحنُ الموتى الناجونَ من الحياة!
الباحثونَ عن وهمٍ في ظلالِ النعيم؟
المغدورون بأملٍ في السرابِ.
جرفتنا المآسي منذ آلافِ السنين 
يطاردُنا صدى الأوهام
والضوءُ ذابَ في الظلام.
أننظرُ للخلف؟
أم للأمام؟
الأمرُ سيّان  
لمن تدورُ عجلاتهُ في الخواء
ولمن صدى صوته
يرتدُّ في الكهوفِ العتيقة.
غَضَبٌ..
غَضَبٌ..
غَضَبٌ…
فالليلُ يتمدّدُ فلا عجب
والقناديلُ انطفأت من الخَطْب
ونحن ذاهبونَ إلى التوابيتِ دونَ سؤال
برفقةِ سيزيفَ 
نسيرُ إلى القبور في صدر الظلام
فهل لنا من معجزة،
تنسفُ هذا الحزن؟
تلملمُ أشلاءَ الأملِ الذبيح؟
تزحزحُ السديمَ المستديم؟
نزنُ الدموعَ، بل نُحصيها 
وكأنَّ البكاءَ وسيلتُنا الأخيرة
فلا أوراقُ الخريفِ تتشبّثُ بالشجر
ولا البكاءُ يُولدُ حياة. 
فلنرُمِ بعضَ أحزانِنا في الطريق
ونحتفظَ بما تبقّى 
لفكرةٍ تائهة 
لحُلمٍ سقطَ في الفراغِ الرهيب
لوطنٍ من شرفةِ المقصلة 
يمدُّ ذراعيه للمحيط 
ليلتقطَ اللؤلؤة.

العلامات الدالة

مواضيع ذات صلة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي 12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر 12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.